للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالت: فنظر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إلى عَائِشَة، وقال: «إِنَّهَا بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ» (١).

وكان صلى الله عليه وسلم يفسح لها المجال للعب، ولم يحرمها من هذه المتعة، بل إنه كان يفرح بلعبها ويضحك حتى تُرَى نواجِذه، فعنها رضي الله عنها قالت: «كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، "فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ (٢) مِنْهُ، فَيُسَرِّبُهُنَّ (٣) إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي"» (٤).

وكان صلى الله عليه وسلم دائمًا يحب أن يدخل الفرح والبهجة على قلبها، فيحملها على عاتقه لتشاهد الحبشة وهم يلعبون، فعنها قالت: «وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ عَلَى بَابِ حُجْرَتِي، وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ، فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى لَعِبِهِمْ، ثُمَّ يَقُومُ مِنْ أَجْلِي، حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي أَنْصَرِفُ» (٥).


(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها، باب من أهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه دون بعض ٣/ ١٥٦، رقم (٢٥٨١)، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عَائِشَة رضي الله تعالى عنها ٤/ ١٨٩١، رقم (٢٤٤٢).
(٢) أي: يَتَغَيَّبْنَ منه ويدخلن من وراء السِّتْرِ. ينظر: غريب الحديث لأبي عبيد ٤/ ٣١٥، وفتح الباري ١٠/ ٥٢٧.
(٣) أَي: يرسلهن وَاحِدَة بعد أخري. ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر ٢/ ٣٥٦، وفتح الباري ١/ ١٣١.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب الانبساط إلى الناس ٨/ ٣١، رقم (٦١٣٠)، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عَائِشَة رضي الله تعالى عنها ٤/ ١٨٩٠، رقم (٢٤٤٠).
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة، باب أصحاب الحراب في المسجد ١/ ٩٨، رقم (٤٥٤)، ومسلم في صحيحه، كتاب صلاة العدين، باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في =

<<  <   >  >>