للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صاحِبِ أَحْمَدٍ ... وحَبِيبِهِ في السِّرِّ والإعلانِ

نَصَرَ النَّبِيّ بمالِهِ وفَعالِهِ ... وخُرُوجِهِ مَعَهُ مِن الأَوْطانِ

ثانِيهِ في الغارِ الذي سَدَّ الكُوَى (١) ... بِرِدائِه ِ أَكْرِمْ بِهِ مِنْ ثانِ

وَجَفَا الغِنَى حتَّى تَخَلَّلَ بالعَبَز ... هدًا وأَذْعَنَ أيَّمَا إذْعانِ

وتَخَلَّلَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَةُ السَّمَا ... وأَتَتْهُ بُشرَى اللهِ بالرِّضْوانِ

وَهُوَ الذي لَمْ يَخْشَ لَوْمَةَ لائِمٍ ... في قَتْلِ أَهْلِ البَغْيِ والعُدْوَانِ

قَتَلَ الأُلى مَنَعوا الزَّكاةَ بِكُفْرِهِمْ ... وأَذَلَّ أَهْلَ الكُفْرِ والطُّغيانِ

سَبَقَ الصَّحَابَةَ والقَرَابَةَ لِلْهُدَى ... هو شَيْخُهُمْ في الفَضْلِ والإحْسَانِ

واللهِ ما اسْتَبَقُوا لِنَيْلِ فَضِيلَةٍ ... مِثْلَ اسْتِبَاقِ الخَيلِ يَومَ رِهَانِ

إلاَّ وطَارَ أَبي إلى عَلْيَائِه ... فَمَكَانُهُ مِنها أَجَلُّ مَكَانِ

وَيْلٌ لِعَبْدٍ خانَ آلَ مُحَمَّدٍ ... بِعَدَاوةِ الأَزْواجِ والأَخْتَانِ (٢)

طُُوبى لِمَنْ والى جَمَاعَةَ صَحْبِهِ ... وَيَكُونُ مِن أَحْبَابِهِ الحَسَنَانِ

بَيْنَ الصَّحابَةِ والقَرابَةِ أُلْفَةٌ ... لا تَسْتَحِيلُ بِنَزْغَةِ الشَّيْطانِ

هُمْ كالأَصَابِعِ في اليَدَيْنِ تَوَاصُل ... هل يَسْتَوِي كَفٌّ بِغَيرِ بَنانِ؟!

حَصِرَتْ (٣) صُدورُ الكافِرِينَ بِوَالِدِي ... وقُلُوبُهُمْ مُلِئَتْ مِنَ الأَضْغانِ


(١) الكوى: جمع كُوَّة, والكوة: الخرق في الجدار يدخل منه الهواء أو الضوء. ينظر: لسان العرب ١٥/ ٢٣٦، وتاج العروس ٣٩/ ٤٢٤.
(٢) الأختان: كل مَن كان مِن قِبَلِ المرأة, كأبيها وأخيها. ينظر: الصحاح ٥/ ٢١٠٧، ولسان العرب ١٣/ ١٣٨.
(٣) حصرت: ضاقت صدورهم. ينظر: تهذيب اللغة ٤/ ١٣٥، ولسان العرب ٤/ ١٩٣.

<<  <   >  >>