للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قضت (١)، فقالت: «يَرْحَمُهَا اللهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ كُلِّهِمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلا أَبُوهَا» (٢)، وفي رواية: «أَذْهَبَ عَنْكِ يَا عَائِشَةُ، فَمَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ نَسَمَةٌ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْكِ، - ثُمَّ قَالَتْ -: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، غَيْرَ أَبِيهَا» (٣).

وقال مسروق (٤) رحمه الله: "لولا بعض الأمر لأقمت المناحة على أُمّ المؤمنين" (٥).

وقد صلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه وسط مقابر البقيع وكان يومئذٍ خليفة مروان بن الحكم أمير المدينة حينئذٍ من جهة معاوية؛ لأنه حج فاستخلف


(١) أي: قضت أجلها، ومنه قوله تعالى: {? ? ? ?} [الأحزاب:٢٣] أي: قضى أجله، وقضي في اللغة على وجوه مرجعها إلى انقطاع الشيء وتمامه والانفصال منه. ينظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج ٤/ ٢٢٢، وتفسير الراغب الأصفهاني ١/ ٣٠٢، ومشارق الأنوار ٢/ ١٨٩، ولسان العرب ٧/ ٢٢٣.
(٢) أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ٣/ ١٨٥، رقم (١٧١٨)، ومن طريقه أبو نعيم في حلية الأولياء ٢/ ٤٤، والحديث في سنده زمعة بن صالح، روى له مسلم في المتابعات، وهو ضعيف. ينظر: الكاشف ١/ ٤٠٦، وتقريب التهذيب ص (٢١٧). وقال الألباني عن هذا الحديث في السلسلة الضعيفة ٣/ ٢٥٥: "وهذا الإسناد لا بأس به في الشواهد".
(٣) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة ٢/ ٥٧٨، رقم (١٢٣٤)، والحديث في سنده يعقوب بن حميد، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب ص (٦٠٧): "صدوق ربما وهم".
(٤) هو: مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي، أبو عَائِشَة: تابعي ثقة، من أهل اليمن. قدم المدينة في أيام أبى بكر. وسكن الكوفة. وشهد حروب على. وكان عالمًا بالفتيا، مات سنة (٦٢هـ).
ينظر في ترجمته: المنتظم ٦/ ١٩، وتاريخ ابن أبي خيثمة ٣/ ١١٠، وتاريخ بغداد ١٥/ ٣١١، وسير أعلام النبلاء ٥/ ٢٤.
(٥) الطبقات الكبرى ٨/ ٦٢، وتاريخ ابن أبي خيثمة ٣/ ١٣٠، وتاريخ الإسلام ٤/ ٢٥٠.

<<  <   >  >>