للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا تتردد في طرحه على الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لتتعرف على معاني الآيات القرآنية، ومراد الله عز وجل منها، فقد قالت عَائِشَة رضي الله عنها: «سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} (١) قَالَتْ عَائِشَة: أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟ قَالَ: "لا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ، وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لا تُقْبَلَ مِنْهُمْ {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} (٢)» (٣).

وهذا ما جعل عَائِشَة رضي الله عنها على معرفة تامة بالقرآن الكريم، وأسباب نزوله، وموضوعاته وقضاياه، مما جعلها تقيم تفسيرها للقرآن الكريم على منهج تفسيري له أصوله الخاصة التي يعتمد عليها، ويبرز فكرها وثقافتها" (٤).


(١) سورة المؤمنون، الآية:٦٠.
(٢) سورة المؤمنون، الآية:٦١.
(٣) أخرجه الترمذي في سننه، أبواب تفسير القرآن، باب ومن سورة المؤمنون ٥/ ٣٢٧، رقم (٣١٧٥)، وأحمد في مسنده ٤٢/ ١٥٦، رقم (٢٥٢٦٣)، و٤٢/ ٤٦٥، رقم (٢٥٧٠٥)، والحميدي في مسنده ١/ ٢٩٨، رقم (٢٧٧)، وابن راهويه في مسنده ٣/ ٩٤١، رقم (١٦٤٣)، وأبو يعلى في مسنده ٨/ ٣١٥، رقم (٤٩١٧)، والحاكم في المستدرك ٢/ ٤٢٧، رقم (٣٤٨٦)، والبيهقي في شعب الإيمان ٢/ ٢١٣، رقم (٧٤٧)، وفي معرفة السنن ١٤/ ٤٨٣، رقم (٢٠٨٥٣)، وقال الحاكم: "صحيح الإسناد" ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ١/ ٣٠٤، رقم (١٦٢).
(٤) ينظر: تفسير أُمّ المؤمنين عَائِشَة ص (١١٣)، والسيدة عَائِشَة وتوثيقها للسنة ص (٤٦ - ٤٨)، السيدة عَائِشَة أُمّ المؤمنين وعَالِمة نساء الإسلام ص (١٨٢)، موسوعة فقه عائشة أم المؤمنين وحياتها وفقهها ص (٨٣).

<<  <   >  >>