للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أهل العلم منهم: الإمام الشافعي (١)، وأبو طالب العشاري (٢)، والنووي (٣)، وشيخ الإسلام ابن تيمية (٤)، والبيهقي (٥)، وابن حجر (٦) رحمهم الله جميعًا.

رابعًا: أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها، فعنها رضي الله عنها قالت: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ نَزَلْتَ وَادِيًا وَفِيهِ شَجَرَةٌ قَدْ أُكِلَ مِنْهَا، وَوَجَدْتَ شَجَرةً لَمْ يُؤْكَلْ مِنْهَا، فِي أَيِّهَا كُنْتَ تُرْتِعُ بَعِيرَكَ؟ قَالَ: "فِي الَّذِي لَمْ يُرْتَعْ مِنْهَا" تَعْنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرَهَا» (٧).

وقالت أيضًا في حديث طويل: «أُعْطِيتُ تِسْعًا مَا أُعْطِيَتْهَا امْرَأَةٌ إِلا مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ»، وفيه: «وَلَقَدْ تَزَوَّجَنِي بِكْرًا وَمَا تَزَوَّجَ بِكْرًا غَيْرِي» (٨)، وفي رواية: «فِيَّ سَبْعُ


(١) المصدر السابق ص (٣٦٩).
(٢) فضائل أبي بكر الصديق ص (٣٦).
وأبو طالب العشاري: هو محمد بن علي بن الفتح ابن العشاري، ولد سنة (٣٦٦هـ)، وهو فقيه حنبلي، كان خيّرا، عالمًا، زاهدًا، من تصانيفه: (فضائل أبي بكر الصديق)، مات سنة (٤٥١هـ).
ينظر في ترجمته: طبقات الحنابلة" ٢/ ١٩١ - ١٩٤، والمنتظم ١٦/ ٥٩، والكامل في التاريخ ٨/ ١٦٧، وتاريخ الإسلام ٣٠/ ٣١٦، والبداية والنهاية ١٥/ ٧٧٥.
(٣) شرح النووي على مسلم ١٥/ ١٤٨.
(٤) منهاج السنة النبوية ٨/ ٢٢٥.
(٥) الاعتقاد ص (٣٦٩).
(٦) فتح الباري ٧/ ١٧.
(٧) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب النكاح، باب نكاح الأبكار ٧/ ٥، رقم (٥٠٧٧).
(٨) أخرجه أبو يعلى في مسنده ٨/ ٩٠، رقم (٤٦٢٦)، والآجري في الشريعة ٥/ ٢٣٦٦، رقم (١٨٤٧)، والحديث بطوله: «لَقَدْ أُعْطِيتُ تِسْعًا مَا أُعْطِيَتْهَا امْرَأَةٌ إِلا مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ: لَقَدْ نَزَلَ جِبْرِيلُ بِصُورَتِي فِي رَاحَتِهِ حَتَّى أَمَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَزَوَّجَنِي، وَلَقَدْ تَزَوَّجَنِي بِكْرًا وَمَا تَزَوَّجَ بِكْرًا غَيْرِي، وَلَقَدْ قُبِضَ وَرَأْسُهُ لَفِي حِجْرِي، وَلَقَدْ قَبَّرْتُهُ فِي بَيْتِي، وَلَقَدْ حَفَّتِ الْمَلائِكَةُ بَيْتِي، وَإِنْ كَانَ الْوَحْيُ لَيَنْزِلُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي أَهْلِهِ فَيَتَفَرَّقُونَ عَنْهُ، وَإِنْ كَانَ لَيَنْزِلُ عَلَيْهِ وَأَنِّي لَمَعَهُ فِي لِحَافِهِ، وَإِنِّي لابْنَةُ خَلِيفَتِهِ وَصَدِيقِهِ، وَلَقَدْ نَزَلَ عُذْرِي مِنَ السَّمَاءِ، وَلَقَدْ خُلِقْتُ طَيِّبَةً وَعِنْدَ طَيِّبٍ، =

<<  <   >  >>