للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأيضًا مما أُنزل بسببها وبركتها، آية التيمم التي كانت رحمة ورخصة للمؤمنين، فعنها رضي الله عنها: «أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلاَدَةً (١) فَهَلَكَتْ (٢)، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي طَلَبِهَا، فَأَدْرَكَتْهُمُ الصَّلاَةُ فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ، فَلَمَّا أَتَوُا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم شَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا، فَوَاللَّهِ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ قَطُّ، إِلا جَعَلَ اللَّهُ لَكِ مِنْهُ مَخْرَجًا، وَجُعِلَ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ بَرَكَةٌ» (٣).

سابعًا: أن المَلَكُ جاء بصورتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سَرَقَةٍ من حرير، فعنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رَأَيْتُكِ فِي المَنَامِ يَجِيءُ بِكِ المَلَكُ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَقَالَ لِي: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَكَشَفْتُ عَنْ وَجْهِكِ الثَّوْبَ فَإِذَا أَنْتِ هِيَ، فَقُلْتُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ» (٤).

وفي رواية: «أَنَّ جِبْرِيلَ، جَاءَ بِصُورَتِهَا فِي خِرْقَةِ حَرِيرٍ خَضْرَاءَ إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "هَذِهِ زَوْجَتُكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ"» (٥).


(١) القِلادَة: ما جُعل في العنق من الحلي. ينظر: الصحاح ٢/ ٥٢٧، ولسان العرب ٣/ ٣٦٦، والمعجم الوسيط ٢/ ٧٥٤.
(٢) أي: ضاعت. ينظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين ٤/ ٢٥١.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب فضل عَائِشَة رضي الله عنها ٥/ ٢٩، رقم (٣٧٧٣)، ومسلم في صحيحه، كتاب الحيض، باب التيمم ١/ ٢٧٩، رقم (٣٦٧).
(٤) سبق تخريجه ص (١١).
(٥) أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده ٣/ ٦٤٩ رقم (١٢٣٧)، والترمذي، أبواب المناقب، باب من فضل عَائِشَة رضي الله عنها ٥/ ٧٠٤، رقم (٣٨٨٠)، والبزار في مسنده ١٨/ ٢٢٠ رقم (٢٢٦)، وابن الأعرابي في معجمه ٣/ ١٠٢٤ رقم (٢١٣٨)، وابن حبان في صحيحه ١٦/ ٦ رقم (٧٠٩٤)، والآجري في الشريعة ٥/ ٢٣٩٦ رقم (١٨٧٦)، وقال الترمذي: "حديث حسن غريب"، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح ٣/ ١٧٤٥ رقم (٦١٩١).

<<  <   >  >>