من الغريب أن العلماء البديع مثلوا الاكتفاء الذي هو من محاسن الكلام بأمثلة منع بعضها جماهير النحاة مطلقاً وأجاز بعضها على قلة وخصوا بعضها بضرورة الشعر فمن الأول حذف الفاعل كما سيأتي من قول كشاجم الكاتب.
فقلتُ لهم لو كنتُ أضمرتُ توبةً ... وعانيتُ هذا في المنامِ بدا لي
أي نقصها، وحذف المجرور في قول الشيخ شرف الدين ابن الفارض: أن غاب عن إنسان عيني فهو في (أي قلبي).
وقول ابن سابة:
أذكر بعذالها فاسكر من وردِ ... خَديها فارتع في
أي من مخمر معتق. هكذا كنت كتبت هذا الموضع قديماً ولم أدر الآن من أين نقلت ثم رأيت في الصحيح ما يخالفه وهو ما رواه البخاري في تفسير سورة البقرة عن عبد الصمد قال: حدثني أيوب عن نافع