للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحملٍ حنيذ، ولباءٍ وماذي، وكامخٍ طري، وحالومٍ وصير، وخيرٍ كثير وليلٍ مطلول، كأنّه ليل صول، وموقدٍ ودخان، وسمّارٍ وضيفان.

وفي الجوّ غيمٌ قد تعلّق بين الأفقين، وتدلّى قاب قوسين، كأنّه فروٌ مزرور، أو كافورٌ منثور تمجّ لواقحه الماء مجّ الدلاء، وترتعج فيه ألسنة اللهب، كسلاسل الذّهب والطّير سواكن بلا حراك، كأنّها من الغيث في شباك.

[النفس بين الرياض]

سرّاءٌ في جميع الأنحاء، وراحةٌ في كلّ ساحة، فكأنّما نفس الإنسان في كلّ مكان، عين ماء، تصف ما يقابلها من الأشياء، فإن كانت حذاء رياض، وفضاء وغياض، ألفيت فيها روضاً وزهراً، وسماءً وفجراً، وإن كانت بين الحيطان القتماء، وبيوت المدن الدكناء، ألفيتها معتمةً، كدراء مظلمةً.

<<  <   >  >>