للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بل هي على الطريق الجادة بين الفرضيين والحساب، بل هي يعني الجمل هذه القواعد على الطريق الجادة يعني: مستقيمة الثابتة بين فرضيين والحساب، (فَاقْنَعْ بِمَا بُيِّنَ فَهْوَ كَافِيْ)، فاقنع الفاء للتفريع إذا كان ليس فيها تطويل ولا اعتساف فارض فاقنع، فارض فاقنع من القناعة وهي الرضا باليسير من العطاء، من قولهم: قَنِع بالكسر قَنُوعًا وقَنَاعةً إذا رَضِي، يقال: قَنِعَ بالكسر كرَضِيَ وزنًا ومعنًى، قَنِع رَضِي، وقَنَع بالفتح كسَأَل وزنًا ومعنًى، والأحاديث في فضل القناعة كثيرة شهيرة منها ما روى البيهقي في الزهد عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «القناعة كنز لا يفنى». وفي النهاية لابن أثير رحمه الله تعالى حديث «عز من قنع وذل من طمع». وأما قَنَع بالفتح فمعناه سأل. إذًا قَنَع كسأَل وزنًا ومعنًى، وقَنِع بالكسر كرَضِي وزنًا ومعنًى. يعني يُفسر قَنِع برَضِي، ويفسر قَنَعَ بسَأَل، اقْنَعَ يعني: فارضَ بما، بما يعني بالذي اسم موصول، وقيل مصدرية، (فَاقْنَعْ بِمَا بُيِّنَ) فاقنع بتبيين إذا كانت مصدرية، يعني يجوز ما هذه أن تكون موصولة، وأن تكون مصدرية، فاقنع بتبيين، فاقنع بالذي بُيِّنَ. يعني وُضِّحَ، بالبناء لما لم يسمَّ فاعله، (فَهْوَ كَافِيْ) فهو الضمير يعود على المصدر، أين المصدر؟ مصدر ماذا؟ فهو أي المبين ولا البيان ولا التبيين يجوز فهو أي البيان والتبيين (كَافِيْ) أي مُغني عن غيره (كَافِيْ) بالياء بالإشباع، وليست الياء هذه ياء ليست من أصل الكلمة، لماذا؟ لأن كافي هذا كقاضي منقوص وهو منكرٌ هنا، فإذا كان منكرًا وجب حذف الياء، [أنت تقول على قولٍ ونحن نقول: ضعيف. التنوين ليس عوضًا عن الياء هو قول بعضهم] فوجب تنوينه ليس وجب حذف الياء، وجب تنوينه

وَنَوِّنَ الْمُنَكَّرِ المنقوصا ... في رفعه وجره خصوصا

تقول هذا مشترٍ ...... ... ......................

إذًا بدون (أل)، نونته وجب تنوينه، ثم حذفت الياء للتخلص من التقاء الساكنين لا نعكس، إذا عكست تكن في الورطة التي ذكرتها أنت، أن هذا التنوين عوضًا عن المحذوف وهو الياء

مِنْ غَيْرِ تَطْوِيْلٍ وَلاَ اعْتِسَافِ ... فَاقْنَعْ بِمَا بُيِّنَ فَهْوَ كَافِيْ

ثم ذكر الشارح أمثلة لما كان فيه انكسار على ثلاثة وأربعة، وتقيسها على ما سبق، ليست ثم فرق.

ولَمَّا أنهى الكلام على تصحيح المسائل بالنسبة لميت واحد، شرح بتصحيح المسائل بالنسبة للميتين فأكثر، وهو المسمى بالمناسخات. والماسخات هذا عندهم أصعب بابٍ في الفرائض، أصعب باب الماسخات. لكن ما ذكر إلا حالة واحدة قد نكتفي بها وقد نتمم إلى ثلاثة أحوال أو أربعة.

والله أعلم.

وصلَّى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>