وتنوعها - لم تعرف تمامًا حتى الآن «وضعية» التبشير والاسْتِشْرَاقَ في توجيه الشعوب العربية والإسلامية، حتى حاول أنْ تلقاها، فضلاً عن أن يكون لقاؤها إياها قويًا أو ضعيفًا.
١ - فالأزهر - وهو أكبر المؤسسات الإسلامية في الشرق العربي والإسلامي - لم يخرج برسالته كثيرًا حتى الآن عن أنْ يكون ترديدًا لتفكير القرون الوسطى في مواجهة بعضهم بعضًا كأحزاب وأصحاب مذاهب فقهية وكلامية وشعوبية (سُنَّةٌ وشيعة) أو ترديدًا لتفكير المتأخرين الذين سلبوا الإنسان أخص مقوماته في الدنيا وهي ميزة الحياة. ولكن الأمل كبير الآن في إصلاح الأزهر.
٢ - و " جمعية الشبان المسلمين بالقاهرة "، هي تقليد لـ " جميعة الشبان المسيحيين " في جانب، وابتعاد عنها في أهم جانب من جوانب رسالتها، تقلدها في ممارسة الرياضة ولكنها لا تقلدها في جعل الرياضة وسلية من وسائل التربية والإيمان، كما تفعل " جمعية الشبان المسيحيين ".
أما ما يلقى فيها من محاضرات، أو يعقد فيها من ندوات، فينقص هذه وتلك عنصر الجدية وحرارة الإيمان ...
٣ - و " جمعية التعريف الدولي بالإسلام " (التي تعقد اجتماعاتها بدار جمعية الشبان المسلمين بالقاهرة) هي جمعية طابعها شخصي، أكثر من أنْ يكون حملاً لرسالة وبعثًا لها، أو نشرًا لمبادئها في بلاد العالم، كما هو المفهوم من اسمها وصفاتها.
٤ - ومعهد الدراسات الإسلامية (بالروضة بالقاهرة) معهد حديث النشأة لم يتميز اتجاهه بعد، هل هو علمانء علىنحو أسلوب الدراسة العلمانية في التراث الإسلامي التي أدخلها علماء التبشير والاسْتِشْرَاقَ في الجامعات المصرية، أم هو تقليدي على نحو ما يفعل الأزهر في طريقته.
...
إنَّ رواسب التبشير والاسْتِشْرَاقَ التي أشرنا إليها فيما مضى لا تتمثل فقط في المؤسسات التبشيرية المختلفة الظاهرة في مصر والبلاد العربية والإسلامية. بل هناك أيضًا مؤسسات أخرى في مصر لا يرى منه التبشير وإنْ كانت لا تخفي هدف الاسْتِشْرَاقِ. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر - المؤسسات الآتية:
[١] المعهد الشرقي بدير الدومنيكان، بشارع مصنع الطرابيش.
[٢] ندوة الكتاب، بشارع سليمان باشا.
[٣] دار السلام، بكنيسة دار السلام بمصر القديمة.
[٤] المعهد الفرنسي بالمنيرة.
فكل هذه المؤسسات تخضع للاتجاه الكاثوليكي في بحث الإسلام وتراثه وتخضع كذلك للنفوذ الفرنسي. والذين يعاونونها من المصريين هو أصحاب الثقافة الفرنسية