فيستفاد إذن من مجموع هذه الروايات الصحيحة بأن مقصود النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بمطلع الفتنة إنما هو جهة المشرق وهي قرن الشيطان ولأن بيت عائشة - رضي الله عنها - كان إلى شرقي مسجده - صلى الله عليه وآله وسلم -.
أراد راوي الحديث وهو الصحابي الجليل عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن يحدد الجهة التي أشار إليها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فذكر أنه أشار إلى هذه الناحية، حتى أنه لم يقل (أشار إلى مسكن عائشة) بل قال: (فأشار نحو مسكن عائشة) مما يبين أنه عنى الجهة فقط بخلاف كل الروايات الأخرى والتي فيها قوله (وأشار إلى المشرق) لأن فيها تحديد المقصود تماما، وهذا لا يخفى على من له علم باللغة.
ثانيًا: كلام الشيعة لا يعني إلا أحد شيئين: إما أن يقولوا أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عنى بتلك الإشارة عائشة نفسها، أو يقول أنه - صلى الله عليه وآله وسلم - قصد مسكنها نفسه، فإن قالوا الأول فبطلانه