عن الحسن البصري في قوله تعالى:{الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ}[محمد: ٢٥]. قال:(زيَّن لهم الخطايا، ومدَّ لهم في الأمل).
لقد انشغل الخلق عن الطاعات .. وأعرضوا عن فعل الصالحات .. وأقبلوا على دار الغرور .. ومستوطن الشرور!
فترى هذا مشغولاً بتجارته .. وتكثير أمواله؛ من حلال أو حرام!
وهذا مشغول بزراعته في ليله ونهاره!
وهذا مشغول بحساب رصيده الفاني! فهو في ليله ونهاره؛ يحسب في أمواله .. وإذا نام؛ كانت أحلامه مواصلة لذلك الحساب! !
وآخر عكف على الشهوات .. فهو مشغول بتلبية شهواته البهيمية! !
وآخر غارق في أنواع من المعاصي! يستفتح يومه بمعصية .. ويختمه بمعصية! !
وآخر لا يدري لم خلق؟ ! ولا ماذا يجب عليه؟ !
خلق سيطرت عليهم الغفلة .. وكستهم من ثيابها ألوانًا!
قال نصر بن محمد السمرقندي:(ويقال: الناس يصبحون على ثلاثة أصناف: صنف في طلب المال، وصنف في طلب الإثم، وصنف في طلب الطريق. فأما من أصبح في طلب المال؛ فإنه لا يأكل فوق ما رزقه الله تعالى، وإن أكثر المال. ومن أصبح في طلب الإثم؛ لحقه الهوان والإثم. ومن أصبح في طلب الطريق؛ آتاه الله تعالى الرزق والطريق! ).