للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وإيَّاك أن تتكل على عمل صالح قليل عملته .. فتظن نفسك أنك بعيد عن أهل الغفلة! بل الواجب عليك أن تتهم نفسك دائمًا .. وتنظر إليها بعين التقصير ..

فإن ذلك من علامات النجاة .. فهاهم الصالحون؛ يحاسبون أنفسهم .. ويتهمونها بالغفلة ..

كان عون بن عبد الله رحمه الله يقول: (ويحي! كيف أغفل عن نفسي، وملك الموت ليس بغافل عني؟ ! ويحي! كيف أتكل على طول الأمل، والأجل يطلبني؟ ! ).

وكان محمد بن النضر الحارثي رحمه الله يقول: (إلى الله أشكو طول أملي، وعند الله أحتسب عظيم غفلتي).

فيا أيها الغافل .. ويا أيها اللاَّهي السَّاهي .. تذكَّر أنَّك لن يُغفل عنك! فبادر إلى العمل الصالح؛ قبل أن يُحال بينك وبينه!

جهولٌ ليس تنهاهُ النَّواهي ... ولا تلقاهُ إلاَّ وهو ساهي

يُسرُّ بيومِهِ لعبًا ولهوًا ... ولا يدري وفي غدِهِ الدَّواهي

قال سلمان الفارسي - رضي الله عنه -: (ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني: مؤمِّل الدنيا والموت يطلبه! وغافل ليس يُغْفل عنه! وضاحكٌ مِلءْ فيه ولا يدري أساخط ربُّ العالمين عليه أم راضٍ؟ ! )

أخي المسلم: أسوأ ما في الغفلة أنها تبعد صاحبها عن الله تعالى! فالغافلون بعيدون عن الله تعالى .. شغلتهم الدنيا بزهرتها الفانية!

إذا ذُكر الله تعالى .. لم يكن الغافل من الذاكرين!

وإذا قرئ القرآن .. لم يكن الغافل من التالين!

<<  <   >  >>