للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حقًا إن أحقَّ الناس بشرف النصر؛ رجل انتصر على نفسه .. وغلب هواه ..

قال عمر بن عبد العزيز: «قد أفلح من عُصم من الهوى، والغضب والطمع».

وقيل ليحيى بن معاذ: (من اصح الناس عزمًا؟ ) قال: (لغالب لهواه).

أخي المسلم: إذا أردت أن تكون في صف المجاهدين حقًا؛ فجاهد نفسك .. عاصيًا لهواها .. ومائلاً عن طريق شهواتها .. فإن وُفِّقتَ إلى ذلك فأنت يومها المجاهد حقًا!

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ألا أخبرُكُم بالمؤمن؟ من أمنه النَّاس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سَلِمَ النَّاسُ من لسانه ويده، والمجاهدُ من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هَجَرَ الخطايا والذنوب) [رواه أحمد وغيره/ السلسلة الصحيحة: ٥٤٩].

فنفسك يا ابن آدم عدو متربص .. وأسد ينتظر الانقضاض! وإن الحازم حقًا من أيقظ جيش الحزم .. وأعدَّ كتائبه لجهاد النفس!

فاعلم أيها العاقل أنك لن تنتصر في أي معركة؛ إذا لم تنتصر في معركة جهاد نفسك .. بل إن جهادك نفسك هو أصل كل جهاد!

قال ابن القيم: (ولما كان جهاد أعداء الله في الخارج فرعًا على جهاد العبد نفسه في ذات الله كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «المجاهد من جاهد في طاعة الله، والمهاجر من هَجَرَ ما نهى الله عنه». كان جهاد النفس مقدَّمًا على جهاد العدو في الخارج ... ).

فافهم ذلك أيها العاقل .. وابدأ بنفسك فاغزها قبل كل غزو .. وجاهدها قبل كل جهاد ..

<<  <   >  >>