للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا مَنْ يجاهدُ غازيًا أعداءَ ... دين الله يرجُو أنْ يُعَانَ ويُنْصرَا

هلاَّ غَشِيتَ النِّفْسَ غَزوًا إنَّها ... أعْدَى عدوِّك كي تفوزَ وتَظفرَا

مهما عَنَيْتَ جهادَها وعنادَها ... فلقد تعاطَيْتَ الجهادَ الأكبرَا

فيا طالبًا غرف الجنان .. ويا خاطبًا حورها الحسان .. الزم جهاد النفس تفُزْ بتلك الجنان ..

أما سمعت أن الله تعالى قال في كتابه العزيز: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: ٤٠، ٤١].

قال ابن بطال: (جهاد المرء نفسه هو الجهاد الأكمل، قال الله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} ويقع بمنع النفس عن المعاصي، وبمنعها من الشبهات، وبمنعها من الإكثار من الشهوات المباحة، لتتوافر لها في الآخرة).

أخي المسلم: إنك في زمان كثرت فيه الفتن .. وسيطرت الشهوات على النفوس .. واختلطت الحسنة بالسيئة .. فما أحوجك أيها المسلم أن تتفقد نفسك .. وتلجمها بلجام الدين .. وتحرِّكها بسوط المحاسبة ..

فما أسعدك بالطاعة في زمان تلك صفته! .. ولمن رزُق ذلك الشَّرف أتت بشارة النبي - صلى الله عليه وسلم -.

قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «العبادةُ في الهَرْج، كهجرة إليَّ! » [رواه مسلم].

<<  <   >  >>