للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمقصود أن أعظم باعث للإيمان وأنفع مقوياته وأهم أسباب زيادته ونمائه هو إصلاح القلب بحب الله وحب رسوله وحب من يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتطهيره مما يخالف ذلك ويناقضه.

وجماع ذلك وتحقيقه بإشغال القلب بالفكر بما فيه صلاحه وفلاحه فيشغله بمعرفة ما يلزمه من توحيد الله وتعظيمه وحقوقه عز وجل، وتذكر الموت وما بعده من دخول الجنة أو النار، والتعرف على آفات القلوب وأعمالها المفسدة والتحرز منها، كالشرك بأنواعه والشك وتعظيم الخلق والحسد والرياء والعمل على طرح الإرادات التي تضره والعزم على الإرادات التي تنفعه، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان".

ومعنى هذا أن كل حركات القلب إذا كانت كلها لله فقد كمل إيمان صاحبه.

<<  <   >  >>