للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مُسْتَدِيْرُ الوَجْهِ (١) وَسِيمٌ (٢) قَسِيمٌ (٣) حَسَنٌ وَضِيْءٌ (٤)،

وَكَانَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَخْمًا (٥) مُفَخَّمًا (٦)، يَتَلأْلأُ وَجْهُهُ (٧) كَتَلألُؤِ القَمَرِ لَيلَةَ الْبَدْرِ، لا عَابِسٌ وَلا مُفَنَّدٌ (٨)، إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ، حَتَّى كَأَنَّ وَجْهَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِطْعَةُ قَمَرٍ، (قال:) أي جَابِرُ (لا بَلْ كَانَ) أَيْ وَجْهُهُ (مِثلَ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ) أَيْ في قُوَّةِ الضِّيَاءِ وَكَثْرَةِ النُّورِ،


(١) (وكان) أي وجهه (مستديراً) أي مائلاً إلى التدوير، إذ ورد في شمائله أنه لم يكن مكلثم الوجه.
(٢) الوسيمُ الثابتُ الحُسْنِ كأَنه قد وُسِمَ
(٣) القَسامُ: الحسنُ. وفلانٌ قَسيمُ الوجهِ ومُقَسَّمُ الوجه، أي حسن الوجه جميل، ورجل مُقَسَّم الوجهِ أَي جميل كله كأَن كل موضع منه أَخذ قِسْماً من الجمال.
(٤) الوَضاءةُ: الحُسْنُ والنظافةُ، والوَضَاءة الحُسْنُ والبَهْجةُ.
(٥) أي عظيماً في نفسه
(٦) روي في حديث ابن أبي هالة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان فَخْماً مُفَخَّماً أَي عظيماً مُعَظَّماً في الصدور والعيون ولم تكن خِلْقته في جسمه الضخامة، وقيل [معناها] الفَخامة في وجهه: نُبْلُه وامْتِلاؤه مع الجمال والمهابة وأتيْنا فلاناً فَفَخَّمْناه أي عَظَّمْناه ورفعنا من شأْنه، أي كان معظماً في صدور الصدور وعيون العيون لا يستطيع مكابر أن لا يعظمه وإن حرص على ترك تعظيمه كان مخالفاً لما في باطنه.
(٧) أي يضيء ويتوهج
(٨) غير عابس الوجه، والمُفَنَّدُ: الضعيفُ الرأْي، أَي الذي لا فائدة في كلامه لكبرٍ أَصابه، فأم معبد إذ تصفه عليه سلام الله تقول بأنه ليس من ضعاف الرأي، ولا من الذين يخرفون في الكلام لكِبَرٍ أَصابَهُمْ.

<<  <   >  >>