(١) المُطَهَّمُ: القليلُ لَحْم الوَجْه عن كراع: ووَجْهٌ مُطَهَّمٌ أي مُجْتَمِعٌ مُدَوَّرٌ والمُطَهَّمُ المُنْتَفِخُ الوجهِ ضِدُّ، وقيل المُطَهَّمُ السمينُ الفاحشُ، ووصَف عليٌّ عليه السلام سَيِّدَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لم يكن بالمُطَهَّمِ ولا بالمُكَلْثَمِ قال ابن سيده هو يحتمل أن يُفسَّرَ بالوجوه الثلاثة وفي الصحاح أي لم يكن بالمُدَوَّرِ الوجْه ولا بالمُوَجَّنِ ولكنه مَسْنُونُ الوجْهِ [والمسنون اللطيف الدقيق الأَنف] [أقول: في نفس الخبر عن علي رضي الله عنه بعد قوله: ولا بالمكلثم: قال: وكان في الوجه تدوير، فهذا يعني عدم دقة ما ذهب إليه الجوهري في الصحاح من أنه لم يكن مدور الوجه] الأزهري: سئل أَبو العباس عن تفسير المُطَهَّم في هذا الحديث فقال المُطَهَّم مُخْتَلَفٌ فيه فقالت طائفة هو الذي كلُّ عُضْوٍ منه حسَنٌ على حِدته وقالت طائفة المُطَهَّمُ السمينُ الفاحِشُ السِّمَنِ فقد تَمَّ النفْيُ في قوله لم يكن بالمُطَهَّم وهذا مَدْحٌ ومن قال إنه النَّحافةُ فقد تَمَّ النفي في هذا لأَن أُمَّ مَعْبَدٍ وصَفَتْه بأَنه لم تَعِبْه نُحْلةٌ ولم تَشِنْه ثُجْلة أي انتفاخُ بَطنٍ قال وأما من قال التَّطْهِيمُ الضِّخَمُ فقد صح النَّفْي فكأَنه قال لم يكن بالضَّخْم قال وهكذا وصفه عليٌّ رِضْوانُ الله عليه فقال كان بادناً مُتماسِكاً قال ابن الأثير لم يكن بالمُطَهَّمِ وهو المُنْتَفِخُ الوَجهِ وقيل الفاحشُ السِّمَنِ وقيل النحيفُ الجِسْمِ وهو من الأضداد انتهى من لسان العرب، والذي أراه، والعلم عند الله، أن أدق المعاني هو نفي أن يكون منتفخ الوجه، أو نفي أن يكون قليل لحم الوجه إذ أن الكلمة من الأضداد، فهذا معنى: ليس بالمطهم، أما نفي أن يكون مكلثما، فمعناه أن وجهه لم يكن قصير الحنك، داني الجبهة، بل كان عليه السلام ممتلئ الوجه، كما نفهم من الروايات الأخرى، ولكنه ليس منتفخا، وكان عليه السلام مستدير الوجه، ومن وصف: أسيل الوجه نفهم أن في الوجه اقتراب من الاستطالة، فهو ما بين المستدير والمائل للاستطالة قليلا، فخبرٌ قال: كان مدور الوجه، وآخر قال: وفي الوجه تدوير، ولعل الثاني أقرب للدقة، إذ أنه قال: فيه تدوير، وأوصافه الأخرى أثبتت أنه كان أسيل الوجه، فلهذا جمعنا بينها بهذا الجمع، والعلم عند الله تعالى.