ولكن مساكين هؤلاء فقد نسوا أن عطاء الله تعالى عطاء غني عن خلقه؛ فهو عطاء بغير حساب! وهو عطاء باق لا يزول .. وأين هذا من عطاء المخلوق .. الضعيف .. الفاني؟ !
أخي: ما أرغب أولئك الذين غفلوا عن سعادتهم الحقيقية! فضيعوا الباقي من أجل الفاني!
أخي: أليس غريبا أن لا يغفل الإنسان عن رصيده من المال! بينما يغفل عن رصيده من الحسنات؟ !
نعم، إن من قل رصيده من المال أو أفلس يصيبه الفقر والضر! ولكنه حالما يعاود الكرة ليربح أموالا غيرها، وإن لم يتيسر له ذلك؛ استدان، أو عاش على الكفاف ولكنه لن يموت جوعا ..
ولكن أخي هل تعلم ما هو مصير من قل رصيده من الحسنات أو خلا منها؟ !
فإن من جاء ربه تبارك وتعالى غدا خفيف الحسنات كان من الخاسرين! {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ}[القارعة: ٦ - ١١].
أخي: هي (النار! ) حرها شديد! وقعرها بعيد! فمن يطيقها؟ !
أخي: يا لحسرة من صارت مسكنه! ويا لحسرة من ذاق زقومها! وشرب حميمها! وعاين أهوالها وشدائدها!
دار الخاسرين .. ومسكن الظالمين .. وشقاء الخاطئين ..