للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فعل يوسف عليه السلام إذاً لقلنا أنعم وأكرم، ولكن الأمر في كثير من الأحيان رغبة جامحة في الزعامة وتقدم على الأفضل وغمط أهل الحقوق حقوقهم واستئثار بمركز الأمر والنهي.

- محبة تصدر المجالس والاستئثار بالكلام وفرض الاستماع على الآخرين وأن يكون الأمر له، وصدور المجالس هي المحاريب التي حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (اتقوا هذه المذابح - يعني المحاريب -) (١)

- محبة أن يقوم له الناس إذا دخل عليهم لإشباع حب التعاظم في نفسه المريضة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سره أن يمثل) أي ينتصف ويقوم (له عباد الله قياماً فليتبوأ بيتاً من النار) (٢)

ولذلك لما خرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير (وفي رواية: وكان أرزنهما) فقال معاوية لابن عامر: اجلس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أحب أن يمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار) (٣)

ومثل هذا النوع من الناس يعتريه الغضب لو


(١) رواه البيهقي ٢/ ٤٣٩ وهو في صحيح الجامع ١٢٠.
(٢) رواه البخاري في الأدب المفرد ٩٧٧ انظر السلة الصحيحة ٣٥٧.
(٣) رواه أبو داود رقم ٥٢٢٩ والبخاري في الأدب المفرد ٩٧٧ وهو في السلسلة الصحيحة ٣٥٧.

<<  <   >  >>