للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهكذا، أما القيل والقال والغيبة والنميمة وأخبار المباريات فمما لا يحصى كثرة

وبعض الأوساط لا تذكّر إلا بالدنيا كما هو الحال في كثير من مجالس الناس ومكاتبهم اليوم، فأحاديث التجارة والوظيفة والأموال والاستثمارات ومشكلات العمل والعلاوات والترقيات والانتدابات وغيرها تحتل الصدارة في اهتمامات كثير من الناس وأحاديثهم.

وأما البيوت - فحدث ولا حرج - حيث الطامات والأمور المنكرات مما يندى له جبين المسلم وينصدع قلبه، فالأغاني الماجنة، والأفلام الساقطة، والاختلاط المحرم وغير ذلك مما تمتلئ به بيوت المسلمين، فمثل هذه البيئات تصاب فيها القلوب بالمرض وتصبح قاسية ولا شك.

٥ - ومنها: الإغراق في الاشتغال بالدنيا حتى يصبح القلب عبداً لها والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (تعس عبد الدينار، وعبد الدرهم) (١)

ويقول عليه الصلاة والسلام: (إنما يكفي أحدكم ما كان في الدنيا مثل زاد الراكب) (٢)

يعني الشيء اليسير الذي يبلغه المقصود. وهذه الظاهرة واضحة في هذه الأيام التي عم فيها الطمع المادي والجشع في الازدياد من حطام الدنيا وصار الناس يركضون وراء التجارات والصناعات والمساهمات وهذا مصداق ما أخبر به صلى الله عليه


(١) رواه البخاري رقم ٢٧٣٠.
(٢) رواه الطبراني في الكبير ٤/ ٧٨ وهو في صحيح الجامع ٢٣٨٤.

<<  <   >  >>