للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١١ - ومن الأمور بالغة الأهمية في علاج ضعف الإيمان ذكر الله تعالى وهو جلاء القلوب وشفاؤها، ودواؤها عند اعتلالها، وهو روح الأعمال الصالحة وقد أمر الله به فقال: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً} ووعد بالفلاح من أكثر منه فقال: {واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون} وذكر الله أكبر من كل شيء قال الله تعالى: {ولذكر الله أكبر} وهو وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمن كثرت عليه شرائع الإسلام فقال له: (لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله) (١)

وهو مرضاة للرحمن مطردة للشيطان مزيل للهم والغم وجالب للرزق فاتح لأبواب المعرفة وهو غراس الجنة وسبب لترك آفات اللسان، وهو سلوة أحزان الفقراء الذين لا يجدون ما يتصدقون به فعوضهم الله بالذكر الذي ينوب عن الطاعات البدنية والمالية ويقوم مقامها، وترك ذكر الله من أسباب قسوة القلب:

فنسيان ذكر الله موت قلوبهم ... وأجسامهم قبل القبور قبور

وأرواحهم في وحشة من جسومهم ... وليس لهم حتى النشور نشور

ولذلك لا بد لمن يريد علاج ضعف إيمانه من الإكثار من ذكر الله قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت}. وقال الله تعالى مبيناً أثر الذكر على القلب: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} (٢)

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى عن العلاج بالذكر: " في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى فينبغي


(١) رواه الترمذي ٣٣٧٥ وقال حديث حسن غريب وهو في صحيح الكلم ٣.
(٢) الرعد /٢٨.

<<  <   >  >>