للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنزل الله عز وجل القرآن وجمع فيه بين أمرين عظيمين لم يجتمعا في كتاب من قبل .. الرسالة والمعجزة، فالرسالة تبين للناس وتهديهم للطريق الموصل لرضا الله وجنته {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ} [البقرة:١٨٥].

أما المعجزة القرآنية فتقوم بدور بالغ الأهمية ألا وهو الأخذ بيد من يتمسك بالقرآن، وإخراجه من الظلمات إلى النور .. إلى طريق الهدى، وتظل تسير به في هذا الطريق حتى توصله إلى ربه، ولقد جمع الله عز وجل بين هاتين الوظيفتين للقرآن في قوله: {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ - يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ} [المائدة: ١٥، ١٦] هذه هي وظيفة القرآن كرسالة {وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ} وهذه هي وظيفته كمعجزة.

السؤال: اذكر من الجزء السادس آية تبين وظيفة القرآن كرسالة هادية ومعجزة تغييرية.

العمل الصالح:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله أوحى إلى يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن .. فذكر الحديث إلى أن قال فيه: «وآمركم بالصدقة، ومَثلُ ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقرَّبوه ليضربوا عنقه، فجعل يقول: هل لكم أن أفدي نفسي منكم؟ وجعل يعطي القليل والكثير حتى فدى نفسه» رواه الترمذي.

تأمل معي قوله صلى الله عليه وسلم: «وجعل يعطي القليل والكثير حتى فدى نفسه» فهل لنا أن نفدي أنفسنا من أسر الذنوب بالصدقة؟!

أخي: بكم تفدي نفسك؟! بمائة جنيه ... بألف ... بعشرة آلاف .. ؟ كل منا أدري بما فعل من ذنوب وما يقابلها من فداء، فلنبدأ اليوم رحلة الفداء قبل فوات الأوان ...

٧ - رمضان

مع القرآن:

لقد أمرنا الله عز وجل بأمرين علينا أن نأخذ بهما حين نقرأ القرآن لكي تتم الفائدة المرجوة من هذا الكتاب العظيم.

الأمر الأول: تدبر الآيات، أو بمعنى آخر فهم واستيعاب ما نقرأ منها {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ} [ص:٢٩].

والأمر الثاني: الترتيل {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} [المزمل:٤].

فالتدبر هو إعمال العقل فيما نقرأ لفهم المراد من الكلام مثلما نُعمل عقولنا عند قراءة أي كلمات لكي نفهم المراد منها.

والترتيل هو تبيين الحروف وقراءتها بتؤدة، والتغني بها، وأهم وظيفة للترتيل هي الطرق على المشاعر والعمل على استثارتها، فإذا ما اقترن ذلك بالتدبر، أي تجاوبت المشاعر وتعانقت مع الفهم الناتج من تدبر الآيات .. كانت النتيجة دخول نور القرآن إلى القلب، وإنباته للإيمان فيه.

السؤال: في الجزء السابع: ذكر القرآن نموذجًا لأناس سمعوا آيات القرآن وفهموها وتأثروا بها، وقالوا من الكلمات ما يدل على دخول نور الإيمان إلى قلوبهم .. اذكر هذه الآيات التي تدل على هذا النموذج في الجزء السابع.

العمل الصالح:

المواظبة على إخراج الصدقة، والتبكير بها له دور عظيم في استجلاب الرحمة، ودفع العذاب طيلة اليوم، وكيف لا؟ وما من يوم ينشق فجره إلا ومَلك ينادي: «اللهم أعط منفقا خلفًا» فلنبكر بالصدقة حتى نستفيد من دعوة هذا الملك أطول فترة ممكنة، والحل العملي لذلك هو تخصيص صندوق في المنزل للصدقة، نضع فيه ما تيسَّر من المال- وإن قل- وذلك عند الفجر، وكلما وجدنا أمامنا بابًا من أبواب الخير دفعنا إليه ما تجمَّع في الصندوق.

٨ - رمضان

مع القرآن:

<<  <   >  >>