للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالهمّة العالية على الهمم كالطائر العالي على الطيور, لا يرضى بمساقطهم, ولا تصل

إليه الآفات التي تصل إليهم, فإن الهمّة كلما علت بعدت عن وصول الآفات إليها,

وكلما نزلت قصدتها الآفات من كل مكان)) (١)

وقد حذر السلف كثيراً من سقوط الهمّة وقصورها, فقد قال الفاروق عمر رضي الله عنه:

((لاتُصُغِّرَنّ همتك , فإني لم أرَ أقْعَدَ بالرجل من سقوط همته)) (٢).

وقال ابن نُباتة (٣) رحمه الله تعالى:

حاول جَسيمات الأمور ولا تَقُل ... إن المحامد والعُلى أرزاقُ

وارغب بنفسك أن تكون مقصراً ... عن غاية فيها الطِّلابُ سِباقُ (٤)


(١) ((مدارج السالكين)): ٣/ ١٧١.
(٢) ((محاضرات الأدباء)):١/ ٤٤٥.
(٣) شاعر العراق, أبو نصر, عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نُباتة السَعْديّ, له نظم عذب, ومدح الملوك والكبراء, وله ديوان كبير,
مات سنة ٤٠٥ وهو في عشرالثمانين. انظر ((سير أعلام النبلاء)): ١٧/ ٢٣٤ - ٢٣٥.
(٤) ((محاضرات الأدباء)): ١/ ٤٤٥

<<  <   >  >>