للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الحديث أن ((الدعاء هو العبادة)) (١)، وهذا الفصل (٢) للحصر، أو التخصيص للاهتمام. وعلى كل تقدير فهو دليل على هذا التقرير.

والدعاء له معنيان (٣): أحدهما دعاء الطلب، بل قد سمى الله ذلك دينا في قوله تعالى: {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين} (٤).


(١) أخرجه أحمد (٤/ ٢٦٧،٢٧١، ٢٧٦) والبخاري في الأدب المفرد رقم (٧١٤) والطيالسي كما في المنحة رقم (١٢٥٢) وابن ماجه رقم (٣٨٢٨) والطبراني في الصغير (٢/ ٩٧) والحاكم (١/ ٤٩٠ - ٤٩١) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. وأبو نعيم في الحلية (٨/ ١٢٠) والبغوي في شرح السنة (٥/ ١٨٤ - ١٨٥ رقم ١٣٨٤) والنسائي في الكبرى (٩/ ٣٠) كما في تحفة الأشراف، وابن حبان رقم (٢٣٩٦ - موارد) من طرق من حديث النعمان بن بشير وهو حديث صحيح.
(٢) انظر: معترك الأقران في إعجاز القرآن (١/ ١٤٠).
(٣) قال ابن تيمية في " مجموع فتاوى " (١/ ٦٩):- الدعاء في القرآن والسنة:
١ - \ دعاء عبادة وهذا النوع ورد كثيرا في القرآن كقوله تعالى: {فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين} [الشعراء: ٢١٣].
٢ - \ دعاء مسألة: وهو طلب ما ينفع الداعي من جلب نفع أو كشف ضر، ومن أدلته قوله تعالى:
{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ} [الأنعام: ٤٠ - ٤١].
فمتى كان الدعاء مقرونا بالطلب مذكورا في صياغة الاستجابة فهو دعاء المسألة وإلا فهو دعاء العبادة.
وانظر: " مجموع فتاوى ابن تيمية " (١٠/ ٢٣٧).
(٤) العنكبوت (٦٥).