للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في سننه (١)، وابن خزيمة (٢) في كتاب البسملة، والبيهقي (٣) عن ابن عباس " قال استرق الشيطان من الناس أعظم آية من القران: بسم الله الرحمن الرحيم ". وأخرج الدارقطني (٤) بسند ضعيف عن ابن عمر أن النبي- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قال: "كان جبريل إذا جاء بالوحي أول ما يلقط علي بسم اله الرحمن الرحيم".

وفي الباب أحاديث منها ما هو موضوع، ومنها ما هو ضعيف شديد الضعف. وفي نزولها من عند رب العالمين إلى رسوله المصطفى على لسان أمينة جبريل في أول كل سورة ما يكفى في شرفها وفضلها، وأي شرف وفضل أجل وأعظم من هذا ومع هذا فقد ورد الشرع بالتعبد ها في مواطن كعند الذبيحة (٥)، وعند الوضوء، وعند الأكل (٦)، وكأني الجماع (٧). بل ورد مشروعيتها عند كل [٣أ] أمر يضرع فيه الإنسان {والعصر إن الإنسان لفي خسر}. اختلف المفسرون في العصر هذا الذي أقسم الله به، فقيل هو الدهر (٨) لما فيه من العبر التي تظهر فيه على الليل والنهار، مع ما فيها من الدلالة البينة على الصانع- سبحانه-، وعلى توحيده والعرب تطلق على الليل والنهار


(١) عزاه إليه السيوطي في الدر المنثور (١/ ٢٠).
(٢) عزاه إليه السيوطي في الدر المنثور (١/ ٢٠).
(٣) عزاه إليه السيوطي في الدر المنثور (١/ ٢٠).
(٤) في السنن (١/ ٣٠٥ رقم ١٣) بسند ضعيف.
(٥) (منها) ما أخرجه البخاري رقم (٥٥٤٣) ومسلم رقم (١١٦٨) عن رافع بن خديج قلت يا رسول الله، إنا لاقو العدو غدا وليست معنا مدى. قال: " أعجل أو أرني. ما أفر الدم وذكر اسم الله فكل. ليس السن والظفر ... ".
(٦) منها ما أخرجه أبو داود رقم (٣٧٦٧) والترمذي رقم (١٨٥٨) وقال: حديث حيث صحيح. وابن ماجه رقم (٣٢٦٤) عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا أكل أحدكم طعاما فليقل: بسم الله فإن نسي في أوله فليقل: بسم الله في أوله وآخره " وهو حديث صحيح.
(٧) (منها) ما أخرجه البخاري رقم (٥١٦٥) ومسلم رقم (١٤٣٤) عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشين، وجنب الشيء ن ما رزقتنا فإن يقمر بينهما ولد في ذلك، لم يضره شيء "
(٨) وهو قول ابن عباس ذكره القرطبي في " الجامع لأحكام القرآن (٢٠/ ١٧٨).