للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرحمن اسم عام في جميع أنواع الرحمة يختص به الله تعالى، والرحيم إنما هو في جهة المؤمنين. قال الله- سبحانه- وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (١) انتهى. ولا يخفاك أن هذا الدليل الذي أورده لا ينتهض للحجية، لأن كون رحيما بالمؤمنين لا يستلزم أن لا يكون رحيما بغيرهم، والظاهر أنه- سبحانه- رحيم بكل عباده، ولكل مخلوقاته، فهو الذي وسعت (٢) رحمته كل شيء، وهو الذي سبقت رحمته (٣) غضبه. وقد تقرر في علم الإعراب أن فعيلا من صيغ المبالغة فحق المبالغة أن تكون رحيما بكل شيء، ولكل شيء. واعلم أنه قد ورد في فضل البسملة أحاديث فمنها ما أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٤)، والحاكم في المستدرك (٥) وصححه، والبيهقي في شعب الإيمان (٦) عن ابن عباس " أن عثمان بن عفان سأل النبي صلى الله عليه واله وسلم عن بسم الله الرحمن الرحيم فقال: هو اسم من أسماء الله، وما بينه وبين اسم الله الأكبر إلا كما بين سواد العين وبياضها من القرب". وأخرج سعيد بن منصور. . . . . . . . . . . .


(١) [الأحزاب: ٤٣]
(٢) لقوله تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} [الأعراف: ١٥٦]. وقوله تعالى: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا} [غافر: ٧]
(٣) يشير إلى الحديث الذي أخرجه البخاري رقم (٧٤٥٣) من حد شيء أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لما قضى الله عز وجل الحلق كتب كتابا فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت غضبي ".
وأخرجه البخاري رقم (٧٤٠٤) وأحمد (٢/ ٤٣٣) والترمذي رقم (٣٥٤٣) وابن ماجه رقم (١٨٩) وابن خزيمة في التوحيد ص ٥٨. من طرق عن أبي هريرة.
(٤) (١/ ١٢ رقم ٥)
(٥) (١/ ٢٥٥) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي
(٦) رقم (٢٣٢٧)