للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الواجب الوجود لم تطلق على غيرها، وأصله إلاه حذفت الهمزة وعوضت عنها أداه التعريف (١) فلزمت، وكان قبل الحذف من أسماء الأجناس يقع على كل معبود بحق أو باطل، ثم غلب على المعبود بحق كالنجم، فإنه في الأصل لكل نجم في السماء، ثم غلب على الثريا، وكذلك الصعق فإنه في الأصل لكل من أصابته الصاعقة، ثم غلب على رجل معروف فهو قبل الحذف من الأعلام الغالبة، وبعد الحذف والتعويض من الأعلام المختصة [٢ب]. والرحمن الرحيم (١) اسمان مشتقان من الرحمة على طريقة المبالغة، كما تدل عليه هاتان الصيغتان، ورحمان أشد مبالغة من رحيم، وفي كلام ابن جرير (٢) ما يدل على أن هذا متفق عليه، ولذلك قالوا رحمان الدنيا والآخرة، ورحيم الدنيا. ويؤيد ذلك ما تقرر عند أهل الفن من أن زيادة البناء (٣) تدل على زيادة المعنى، وهما عربيان عند جمهور أهل اللغة.

وقال ابن الأنباري (٤) والزجاج (٥) أن الرحمن عبراني والرحيم عربي، واتفقوا على أن الرحمن لم يستعمل في غير الله- سبحانه- فهو من الصفات الغالبة، والاعتبار. مما وقع من بني حنيفة من إطلاق الرحمن على مسيلمة (٦) الكذاب. قال أبو علي الفارسي:


(١) ذكره الزمخشري في الكشاف (١/ ١٠٨ - ١٠٩)
(٢) في "جامع البيان" (١/ج ١/ ٥٥)
(٣) ذكره الزمخشري في الكشاف (١/ ١٠٩)
(٤) عزاه إليه الزجاج في " اشتقاق أسماء الله الحسنى" (ص ٤٢)
(٥) لم يذكر الزجاج ذلك في كتابه "بل جاء في المخصص (١٧/ ١٥١) وروي عن أحمد بن يحيى أنه قال: هو عبراني، وهذا مرغوب عنه، ولم يحك هذا أبو إسحاق- يعني الزجاج- في كتابه ".
وفي المسائل والأجوبة (ص ١١٨): " زعم ثعلب أن الرحمن أصله العبرانية "
(٦) تقدمت ترجمته في المجلد الأول.
قال الشرباصى في موسوعة له الأسماء الحسنى (١/ ٢٨): وقد تبجح مسيلمة الكذاب فسمى نفسه" رحمن اليمامة "فما كاد يسمى بذلك حتى قرع مسامعه نعت "الكذاب" فألزمه الله تعالى هذا النعت، وإن كان كل كافر كاذبا