للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذه الأمة، والمشهود سائر الأمم، لقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} (١) وقيل الشاهد الحفظة، والمشهود بنو آدم. وقيل الأيام والليالي. وقيل الشاهد الخلق يشهدون لله- عز وجل-. ولا يخفاك أن إثبات الشهادة لشيء في الكتاب العزيز، أو في السنة المطهرة لا يدلا على أنه المراد في هذه الآية، فالأدلة التي ذكرها هؤلاء لا تصلح لما أرادوه (٢). وقد ذكرت في فتح القدير (٣) ما أورده هؤلاء المختلفون من الأدلة المروية. من طريق الصحابة عمن بصم، ثم تعقبت ذلك. مما تعقبته، ورجحت ما انهض دليله، فليرجع إليه، فليس هذا المقام مقام بسط الكلام على ذلك. وأقسم- سبحانه- بالسماء والطارق، ثم بين الطارق بقوله: وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب. وأقسم- سبحانه- بالفجر وهو الوقت المعروف. وقال قتادة (٤): إنه فجر أول يوم من شهر محرم، لأنها تتفجر منه السنة، ولا وجه لهذا. وقال مجاهد (٥): إنه يوم النحر. وقال الضحاك (٦): فجر ذي الحجة، وقيل: المعنى وصلاة الفجر. وقيل: المعنى: ورب الفجر، ولا وجه لشيء من ذلك. والمراد القول الأول. وأقسم- سبحانه- بالليالي العشر، وهي عشر ذي الحجة في قول الجمهور وقال الضحاك (٧): إنها العشر الأواخر من رمضان. وقيل: العشر الأول من المحرم، والراجح الأول. ولا وجه لشيء مما خالفه. وأقسم- سبحانه- بالشفع والوتر وهما كل شفع


(١) البقرة: ١٤٣
(٢) انظر جميع هذه الأقوال في الجامع لأحكام القرآن (١٩/ ٢٨٤ - ٢٨٦) و (١٥/ ج٣٠/ ١٢٩ - ١٣٢)
(٣) (٥/ ٤١١)
(٤) عزاه إليه القرروني في " الجامع لأحكام القرآن " (٢٠/ ٣٨).
(٥) ذكره السيوطي في " الدر المنثور " (٨/ ٤٩٨).
(٦) عزاه إليه القرطبى في " الجامع لأحكام القرآن " (٢٠/ ٢٩).
(٧) عزاه إليه القرطبى في " الجامع لأحكام القرآن " (٢٠/ ٢٩).