للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الأشياء المخلوقة، وكل وتر منها. وقال قتادة (١): الشفع والوتر شفع الصلاة ووترها. وقيل: الشفع يوم عرفة، ويوم النحر، والوتر ليلة يوم النحر. وقال مجاهد (٢) وعطية العوفي: الشفع الخلق، والوتر الله- سبحانه-، وبه قال محمد بن سيرين (٣)، ومسروق، وأبو صالح، وقتادة، وقال الربيع بن أنس (٤)، وأبو العالية: هي صلاة المغرب، فيها ركعتان، والوتر الركعة. وقال الضحاك (٥): الشفع عشر ذي الحجة، والوتر أيام منى الثلاثة، وبه قال عطاء. وقيل: هما آدم وحواء (٦)، لأن آدم كان وترا فشفع بحواء. وقيل: الشفع درجات الجنة، وهي ثمان، والوتر درجات النار، وهي سبع، وبه قال الحسن بن الفضل وقيل: الشفع الصفا والمروة، والوتر الكعبة. وقال مقاتل: الشفع الأيام والليالي، [٤ب] والوتر اليوم الذي لا ليلة بعده، وهو يوم القيامة. وقال سفيان بن عيينة (٧): الوتر هو الله- سبحانه-، وهو الشفع أيضًا لقوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} (٨) الآية. وقال الحسن: المراد بالشفع والوتر العدد، لأن العدد لا يخلو عنهما. وقيل: الشفع مسجد مكة والمدينة، والوتر مسجد بيت المقدس. وقيل: الشفع حج القران، والوتر الأفراد. وقيل: الشفع الحيوان، لأنه ذكر وأنثى، والوتر الجماد. وقيل الشفع ما سمي، والوتر ما لم يسمم.

وقد تعقبت هذه الأقوال في فتح (٩) القدير فقلت: ولا يخفاك ما في غالب هذه الأقوال من السقوط البين، والضعف الظاهر، والاتكال في التعيين على مجرد الرأي الزائف، والخاطر


(١) عزاه إليه ابن جرير في " جامع البيان" (١٥/ ج ٣٠/ ١٧٠)
(٢) عزاه إليه ابن جرير في "جامع البيان" (١٥/ ج٣٠/ ١٧١).
(٣) عزاه إليه القرطي في " الجامع لأحكام القرآن " (٢٠/ ٤٠)
(٤) عزاه إليه القرطي في " الجامع لأحكام القرآن " (٢٠/ ٤٠).
(٥) عزاه إليه القرطي في " الجامع لأحكام القرآن " (٢٠/ ٤٠)
(٦) عزاه إليه القرطي في " الجامع لأحكام القران " (٢٠/ ٤٠) عن ابن عباس.
(٧) عزاه إليه القرطبي في " الجامع لأحكام القرآن " (٢٠/ ٤٠)
(٨) المجادلة:٧٠
(٩) (٥/ ٤٣٣)