للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخاطئ. والذي ينبغي التعويل عليه ويتعين المصير إليه ما يدل عليه معنى الشفع والوتر في كلام العرب، وهما معروفان واضحان، فالشفع عند العرب الزوج، والوتر الفرد، فالمراد بالآية إما نفس العدد، أو ما تصدق عليه من المعدودات بأنه شفع أو وتر. وإذا قام دليل يدلا على تعيين شيء من المعدودات في تفسير هذه الآية، فإن كان الدليل يدل على أنه المراد نفسه دون غيره فذاك، وإن كان الدليل يدل على أنه مما تناولته هذه الآية لم يكن ذلك مانعا من تناولها لغيره انتهى. وأقسم- سبحانه- في هذه السورة بالليل إذا أدبر، وأقسم- سبحانه- بالبلد بقوله: {لا أقسم بهذا البلد} (١)، فإن المعنى أقسم هذا البلد، لأن (لا) زائدة كما في قوله- سبحانه-: {لا أقسم يوم القيامة} (٢) قال الواحدي: أجمع المفسرون على أن هذا قسم بالبلد الحرام، وهي مكة، وأقسم- سبحانه- بالوالد وما ولد، فقيل: الوالد آدم، وما ولد أي وما تناسل من ذريته. وقال أبو عمران (٣) الجوني: الوالد إبراهيم، وما ولد ذريته. وقيل: الوالد إبراهيم، والولد إسماعيل ومحمد- صلى الله عليهما وسلم-. وقال عكرمة (٤)، وسعيد بن جبير: ووالد يعني الذي يولد، وما ولد يعني العاقر الذي لا يولد له، وكأنما جعلا ما نافية، وهو بعيد، ولا يصح ذلك إلا بإهمال الموصول أي والذي وما ولد، ولا يجوز إضمار الموصول عند البصريين (٥). وقال عطية العوني (٦): هو عام في كلى والد ومولود من جميع الحيوانات، وهذا أقرب هذه الأقوال إلى الصواب، وقد اختاره ابن جرير (٧). وأقسم- سبحانه صني سورة الشمس والشمس وضحاها، وبالقمر والنهار [٥أ]،


(١) البلد: ١
(٢) القيامة:١
(٣) عزاه إليه القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (٢٠/ ٦١).
(٤) عزاه إليه القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (٢٠/ ٦١).
(٥) عزاه إليه القرطي في " الجامع لأحكام القرآن " (٢٠/ ٦٢).
(٦) عزاه إليه القرطي في " الجامع لأحكام القرآن " (٢٠/ ٦٢).
(٧) قي جامع البيان (١٥ج٣٠/ ١٩٦)