للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والليل والسماء والأرض، والنفس وما سواها. وأقسم- سبحانه- في سورة الليل بالليل والنهار، والذكر والأنثى على قراءة ابن مسعود، فإنه قرأ والذكر والأنثى. وأقسم - سبحانه- في سورة الضحى بالضحى والليل. وأقسم- سبحانه- في سورة التين بالتين والزيتون. قال أكثر المفسرين (١): هو التين الذي يأكله الناس، والزيتون الذي يعصرون منه الزيت. وقال ابن زيد (٢): التين مسجد دمشق، والزيتون مسجد بيت المقدس. وقال الضحاك (٣): التين المسجد الحرام، والزيتون المسجد الأقصى. وقال قتادة (٤): التين الجبل الذي عليه دمشق، والزيتون الجبل الذي عليه بيت المقدس. وقال عكرمة (٥) وكعب (٦) الأحبار: التين دمشق، والزيتون بيت المقدس. والمتعين الذي لا ينبغي العدول عنه، ولا يفسر القران بغيره هو تفسير التين بالمعنى (٧) العربي الواضح الجلي، وكذلك الزيتون، وهما معروفان في لغة العرب، لا يختلف في معناها. فالعدول عن هذا المعنى الظاهر الواضح بغير برهان ليس من دأب المشتغلين بتفسير كلام الله- سبحانه-. وقال محمد بن كعب (٨): التين مسجد أصحاب الكهف، والزيتون مسجد إيليا. وقيل (٩) أنه على حذف مضاف: أي ومنبات التين والزيتون. وأقسم- سبحانه- في هذه السورة بطور سينين، وهو الجبل الذي كفم الله عليه موسى.


(١) ابن عباس والحسن ومجاهد وعكرمة وإبراهيم النخعى وعطاء، وجابر وزيد ومقاتل والكلبي. انظر: "جامع البيان " (١٥ج٣٠/ ٢٣٨)، " الجامع لأحكام القرآن " (٢٠/ ١١٠).
(٢) عزاه إليه ابن جرير في "جامع البيان" (١٥/ج٣٠/ ٢٣٩).
(٣) عزاه إليه القرطي في " الجامع لأحكام القرآن " (٢٠/ ١١٠).
(٤) عزاه إليه القرطي في " الجامع لأحكام القرآن " (٢٠/ ١١٠).
(٥) عزاه إليه القرطي في " الجامع لأحكام القرآن " (٢٠/ ١١٠).
(٦) عزاه إليه القرطي في " الجامع لأحكام القرآن " (٢٠/ ١١٠).
(٧) قال ابن جرير في " جامع البيان " (٥/ج٣٠/ ٢٤٥): والصواب من القول قي ذلك عندنا: التين: هو التين الذي يؤكل، والزيتون: هو الزيتون الذي يعصر منه الزيت لأن ذلك هو المعروف عند العرب
(٨) عزاه إليه القرطبي في "الجامع " (٢٠/ ١١١).
(٩) عزاه إليه القرطبي في "الجامع " (٢٠/ ١١١).