للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآخر، وعصر فلان، ولا مشاحة في ذلك. وقد اختلف القراء في قراءة هذه الكلمة فقرأ الجمهور (١): والعصر بسكون الصاد، وقرأ يحي بن سلام بكسر الصاد، وقرأ الجمهور (٢) أيضًا خسر بضم الخاء وسكون السن، وقرأ الأعرج، وطلحة، وعيسى بضم الخاء والسين ورويت هذه القراءة عن عاصم (٣). وأخرج الفريابي (٤)، وأبو عبيد في فضائله، وعبد بن حميد (٥)، وابن جرير (٦)، وابن المنذر (٧)، وابن الأنباري (٨) في المصاحف عن على بن أبي طالب أنه كان يقرأ والعصر ونوائب الدهر إن الإنسان لفي خسر، وإنه فيه إلى آخر الدهر. وأخرج عبد بن حميد (٩) عن ابن مسعود أنه كان يقرأ والعصر إن الإنسان لفي خسر وإنه لفيه إلى آخر الدهر.

إن الإنسان لفي خسر. هذا جواب القسم (١٠). والإنسان يعم كل فرد من أفراد هذا النوع، لتحليته باللام المفيدة لذلك، كما هو مقرر في علم المعاني والبيان، وهذا يندفع ما قيل أن المراد بالإنسان هنا الكافر، وما قيل أفم جماعة من الكفار، وهم الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسود بن عبد المطلب بن أسد، وإن كان هؤلاء وغيرهم من رؤساء الكفر، بل وسائر الكفار داخلون في عموم الإنسان دخولا أوليا، وكما يدل عموم الإنسان على الإحاطة واستغراق النوع، كذلك يدلا على ذلك الاستغناء معه. والمراد بالخسر هنا المعنى اللغوي. قال الأخفش (١١): في خسر في ملكة .... ....

...


(١) انظر "الجامع لأحكام القرآن" (٢٠/ ١٨٠).
(٢) انظر "الجامع لأحكام القرآن" (٢٠/ ١٨٠).
(٣) قاله أبو حيان في تفسيره (٨/ ٥٠٩).
(٤) عزاه إليه السيوطط في " الدر المنثور " (٨/ ٦٢١)
(٥) عزاه إليه السيوطط في " الدر المنثور " (٨/ ٦٢١)
(٦) في "جامع البيان" (١٥/ج٣٠/ ٢٩٠).
(٧) عزاه إليه السيوطي في الدر المنثور (٨/ ٦٢١)
(٨) عزاه إليه السيوطي في الدر المنثور (٨/ ٦٢١)
(٩) عزاه إليه السيوطي في الدر المنثور (٨/ ٦٢٢)
(١٠) ذكره القرطبي في " الجامع لأحكام القرآن " (٢٠/ ١٧٩)
(١١) ذكره القرطبي في " الجامع لأحكام القرآن " (٢٠/ ١٧٩)