للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت" (١). وثبت في الكتاب (٢) والسنة (٣) الأمر لكل واحد من هذه الأركان على الخصوص، وثبت في الكتاب والسنة الأمر بواجبات، والنهى (٤) البقرة:٢٧٨ (٥) عن محرمات، فلا ينجو من الخسر المذكور في الآية إلا من قام بذلك على الحد الذي أمره الله به، وفاه عنه. فهذه هي الصالحات التي أمر الله- سبحانه- بعملها، جعلها مجموع الإيمان. والعمل هذه الأمور هو الذي يخرج به الإنسان عن الخسر الذي هو ختم في رقاب العباد بالقسم الرباني والحكم الإلهي. فإن قلت: إن كان هذا التعريف (٦) في الصالحات للاستغراق، والمراد أن كل فرد عمل كل الصالحات، فهذا مما


(١) أخرجه البخاري رقم (٨) ومسلم رقم (١٦) من حديث ابن عمر.
(٢) قال سبحانه: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} البقرة:٢٨٣.
وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} البقرة:١٨٣.
(٣) (منها) ما أخرجه البخاري رقم (٢٤٤٨) ومسلم رقم (١٩) من حديث ابن عباس أن معاذ قال: بعثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إنك تأين قوما من أهل الكل ب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك. فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة بان هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ".
(٤) (منها) ما أخرجه البخاري رقم (٦٠٦٥) ومسلم رقم (٢٥٥٩) عن أنس رضي الله عنه قال أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا.
(منها) قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا}
(٥) (ومنها) ما أخرجه مسلم في صحيحة رقم (١٥٩٧) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " لعن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكل الربا وموكله ".
(٦) انظر: البحر المحيط (٣/ ٨٦ - ٨٧).