للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإبطال الشرائع، وإلزام الحجة على الشارع.

فإن تخلص الفريق الأول من هذا بالكسب، وهو العزم المصمم كما قاله بعض أهل التحقيق، أو صرف العبد قدرته وإرادته إلى الفعل على قول بعضهم- وإن حكى ابن السبكي عن أبيه أن الناس غير مكلفين بمعرفة الكسب لصعوبته- عارضهم الفريق الثاني وقالوا: هل الكسب (١) خلق الله أم لا؟.

إن قلتم لله فهو المذهب الأول، أو للعبد وافقتم قولنا.

فليتفضل غني الزمان وإنسان الأعيان بالبيان، وقد ورد النهي عن الخوض في القدر (٢)،


(١) سيأتي في جواب السؤال.
(٢) منها: ما أخرجه أحمد في " المسند " (٢/ ١٠٨) والترمذي رقم (٢١٥٢، ٢١٥٣) وأبو داود رقم (٤٦١٣) وابن ماجه رقم (٤٠٦١) والحاكم (١/ ٨٤).
من حديث ابن عمر قال سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " سيكون في هذه الأمة مسخ ألا وذاك في المكذبين بالقدر والزنديقية " واللفظ لأحمد وهو حديث حسن.
ومنها: ما أخرجه أحمد (١/ ١٣٣) والحاكم في المستدرك (١/ ٣٢ - ٣٣) وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وابن أبي عاصم في " السنة " (١/ ٥٩ رقم ١٣٠) وابن ماجه رقم (٨١) وابن حبان في صحيحه (١/ ٤٠٤ رقم ١٧٨) والبغوي في " شرح السنة " رقم (٦٦). من حديث علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله بعثني بالحق، ويؤمن بالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدر".
وهو حديث صحيح.
ومنها: ما أخرجه ابن ماجه رقم (٨٥) وأحمد (٢/ ١٨١، ١٨٥، ١٩٥). وعبد الرزاق رقم (٢٠٣٦٧) بسند حسن.
من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أصحابه وهم يختصمون في القدر فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب فقال: " بهذا أمرتم أو لهذا خلقتم؟ تضربون القرآن بعضه ببعض بهذا هلكت الأمم قبلكم ". قال عبد الله بن عمرو: " فما غبطت نفسي بمجلس تخلفت فيه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما غبطت نفسي بذلك المجلس (تخلفي عنه) ".
القدرية: هم نفاة القدر، ظهرت تلك الفرقة في البصرة وأول من تكلم في القدر رجل من أهل العراق كان نصرانيا ثم أسلم ثم تنصر وأخذ عنه معبد الجهمي ثم غيلان الدمشقي والقدرية أربعة أصناف:
١ - \ القدرية النافية.
٢ - \ القدرية المشركية.
٣ - \ القدرية الإبليسية.
٤ - \ القدرية المجبرة.
انظر: مجموع فتاوى لابن تيمية (٨/ ٦٣ - ٦٥) تاريخ المذاهب الإسلامية أبو زهرة ص ١٦٢ - ١٦٣.