وهو من المصائب التي ابتلي ها المسلمون ولا يزالون حتى هذه الساعة يكتوون بنارها، ويجنون الحنظل من ثمارها ويتجرعون العلقم منها تلك المصيبة الداهية- وهو علم الكلام. ويسمى زورا وبهتانا ومخادعة، بعلم التوحيد، وبعلم أصول الدين. انظر: " الرد على المنطقيين " (ص ٣٧٤ - ٣٧٥) " مقدمة ابن خلدون " (ص ٨٢١). (٢) قال الشافعي رحمه الله: " لأن يبتلى العبد بكل ما نهى الله عنه سوى الشرك، خير له من الكلام، ولقد أطلعت من أصحاب الكلام على شيء ما ظننت أن مسلما يقول ذلك " أخرجه ابن أبي حاتم في " آداب الشافعي " (ص ١٨٢) بسند صحيح وقال: " من أظهر العصبية والكلام، ودعا إليها، فهو مردود الشهادة ولأن يلقى العبد ربه عز وجل بكل ذنب ما خلا الشرك خير له من أن يلقاه بشيء من الأهواء ". أخرجه إسماعيل بن الفضل في " الحجة " (ق ٧\ ب) بسند صحيح. وقال مالك بن أنس- رحمه الله-: " أهل الأهواء بئس القوم لا يسلم عليهم واعتزالهم أحب إلي". الانتقاء (ص ٣٤). ، وقال أحمد بن حنبل للمعتصم أيام المحنة: " ولست صاحب مراء ولا كلام وإنما أنا صاحب آثار وأخبار ". "المحنة" (ص ٥٤). وقال البغوي في " شرح السنة " (١/ ٢١٦): " واتفق علماء السلف من أهل السنة على النهى عن الجدال والخصومات في الصفات وعلى الزجر عن الخوض في علم الكلام وتعلمه ".