للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإصباح جنبا للمجامع في ليل رمضان (١). وكذلك أحاديث .........................


(١) روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من أدركه الصبح وهو جنب فلا صوم له".
وهو حديث صحيح: أخرجه ابن ماجه رقم (١٧٠٢) وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (١/ ٣٠٣ رقم ٦٢٢): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، رواه النسائي في الكبرى عن محمد بن منصور، عن سفيان بن عيينة به".
ورواه الإمام أحمد في مسنده - (٢/ ٣١٤) - عن عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "إذا نوى للصلاة -صلاة الصبح- وأحدكم جنب فلا يصم يومئذ .. " وذكره البخاري تعليقًا.
وفي الصحيحين - البخاري رقم (١٩٢٥، ١٩٢٦) ومسلم رقم (٧٥/ ١١٠٩) - أن أبا هريرة سمعه من الفضل زاد مسلم ولم أسمعه من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فلما بلغ هذا عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصبح جنبًا فيقوم فيغتسل ويخرج والماء يتحدر على جلده فيصوم ذلك اليوم"
وهو حديث صحيح أخرجه البخاري رقم (١٩٢٦) ومسلم رقم (٧٥/ ١١٠٩).
وأجاب الجمهور: بأنه منسوخ وأن أبا هريرة رجع عنه لما روي له حديث عائشة وأم سلمة، وأفتى بقولهما.
عن أبي بكر، قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقص يقول: في قصصه: من أدركه الفجر جنبًا فلا يصم. فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن الحارث (لأبيه) فأنكر ذلك، فانطلق عبد الرحمن وانطلقت معه، حتى دخلنا على عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما، فسألهما عبد الرحمن عن ذلك، قال فكلتاهما قالت: "كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصبح جنبًا من غير حلم ثم يصوم" قال: فانطلقنا حتى دخلنا على مروان، فذكر ذلك له عبد الرحمن، فقال مروان: عزمت عليك إلا ما ذهبت إلى أبي هريرة فرددت عليه ما يقول، قال فجئنا أبا هريرة، وأبو بكر حاضر ذلك كله، قال فذكر له عبد الرحمن فقال أبو هريرة: أهما قالتاه؟ قال نعم. قال: هما أعلم.
ثم رد أبو هريرة ما كان يقول في ذلك إلى الفضل بن العباس. فقال أبو هريرة سمعت ذلك من الفضل، ولم أسمعه من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: فرجع أبو هريرة عما كان يقول في ذلك.
قلت لعبد الملك: أقالت: في رمضان؟ قال كذلك، "كان يصبح جنبًا من غير حلم ثم يصوم". ورد البخاري حديث أبي هريرة: بأن حديث عائشة أقوى سندًا.
انظر "صحيح البخاري" (٤/ ١٤٣) في آخر حديث رقم (١٩٢٦).
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (١٧/ ٤١٨ - ٤٢٧): إنه صح وتواتر، وأما حديث أبي هريرة فأكثر الروايات أنه كان يفتي به. ورواية الرفع أقل. ومع التعارض يرجح لقوة الطريق.