للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بسم الله الرحمن الرحيم]

سؤال عن عدالة (١) جميع الصحابة هل هي مسلمة أم لا؟

قال (٢) رضي الله عنه: الجواب: إن لأهل العلم في هذه المسألة أقوالًا.

الأول: ذهب إليه الجمهور (٣) أنهم كلهم عدول رضي الله عنهم وأرضاهم.

الثاني: أنهم كغيرهم وبه قال الباقلاني (٤).

الثالث: أنهم عدول [١أ] إلى حين ظهور الفتن بينهم وهو قول عمرو بن عبيد (٥).

الرابع: أنهم عدول إلا من ظهر فسقه (٦)، وهو قول المعتزلة وجماعة من الزيدية، والحق ما ذهب إليه الأولون لمخصصات يتعسر حصرها، منها: أن الله سبحانه قد تولى تعديلهم بقوله: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} (٧) وبقوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطًا} (٨) أي عدولًا. وبقوله تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين} (٩)


(١) انظر الرسالة رقم (٤٢).
(٢) أي الإمام محمد بن علي الشوكاني.
(٣) انظر: "مقدمة ابن الصلاح" (ص١٤٢) و"التنقيح" (ص ١٩٧).
(٤) أي حكمهم في العدالة حكم غيرهم فيبحث عنها، وهو قول باطل كما تقدم.
انظر: "اللمع" (ص ٤٢)، "المستصفى" (٢/ ٢٥٩).
وقد نسبه الشوكاني في "الإرشاد" (ص ٢٦١ بتحقيقنا" إلى الحسين بن القطان. وانظر: "البحر المحيط" (٤/ ٢٩٩).
(٥) تقدمت ترجمته.
(٦) وقد نسب هذا القول إلى واصل بن عطاء وأصحابه الواصلية، وكذلك نسب إلى ضرار وأبو الهذيل ومعمر والنظام وأكثر القدرية.
انظر "الإحكام" للآمدي (٢/ ٩٠) "تيسير التحرير" (٣/ ٦٤)، "أصول الدين" للبغدادي (ص ٢٩٠) "مقالات الإسلاميين" (٢/ ١٤٥).
(٧) [آل عمران: ١١٠].
(٨) [البقرة: ١٤٣].
(٩) [الفتح: ١٨].