للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (١)، {قُلْ يَا أَهْل الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} [٥] {أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} (٢)، {إذ أوى الفتية إلى الكهف} - إلى آخر الآيات- (٣)، {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (٤).

البحث الثاني: من مباحث السؤال الأول ما أشار إليه السائل عافاه الله بقوله: وهل يعذر الجاهل. . . إلخ. والجواب أن ما سأل عنه من قوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون} (٥) هل الجملة حالية أو خبرية؟ الظاهر فيه أن الجملة حالية (٦)، والمراد أنكم لا تجعلوا لله أندادا في حال علمكم بأنه لا أنداد لله عز وجل، وأنه المتفرد بالإلهية والمستحق للعبادة وحده لا شريك له، وهذا يعلمه كل من بلغته الدعوة الإسلامية وصار من جملة المنتمين إلى الإسلام، فلله الحجة البالغة، ولم يكن للعباد على الله حجة


(١) [التوبة: (٣١)].
(٢) [آل عمران: (٦٤)].
(٣) [الكهف: (١٠ - ١٤)].
(٤) [النحل: (٧٣)]
(٥) [البقرة: (٢٢)].
(٦) قال الشوكاني في فتح القدير (١/ ٧١ - ٧٢): جملة حالية والخطاب للكفار والمنافقين فإن قيل: كيف وصفهم بالعلم وقد نعتهم بخلاف ذلك حيت قال: " ولكن لا يعلمون، ولكن لا يشعرون، وما كانوا مهتدين، صم بكم عمي " فيقال: إن المراد أن جهلهم وعدم شعورهم لا يتناول هذا: أي كونهم يعلمون أنه المنعم دون غيره من الأنداد، فإنهم كانوا يعلمون هذا ولا ينكرونه كما حكاه الله عنهم في غير آية، وقد يقال: المراد وأنتم تعلمون وحدانيته بالقوة والإمكان لو تدبرتم ونظرتم.