للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعد إرسال الرسل وإنزال الكتب {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} (١)، {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} (٢)، وقد فسرها ابن مسعود (٣) بأن المراد لا تجعلوا لله أكفاء من الرجال تطيعونهم في معصية الله وروي ذلك عن ابن عباس (٤)، وقال الله عز وجل في موضع آخر: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله} (٥).

فإن قلت: قد يجهل بعض المسلمين بعض أسباب الردة الموجبة لوقوعه في الكفر، ويجهل بعض أنواع الشرك، بل قد يجهل ذلك كثير من أهل العلم حتى ينبه عليه فينتبه، كما يعرف ذلك من عرف أحوال الناس. ويدل على ذلك ما أخرجه الإمام أحمد في المسند (٦) من حديث أبي موسى قال: خطبنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يوم فقال: "يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل " فقيل له: فكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله، قال: " قولوا اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه ".


(١) [النساء: (١٦٥)].
(٢) [الإسراء: (١٥)].
(٣) ذكره السيوطي في الدر المنثور (١/ ٨٧).
(٤) ذكره السيوطي في الدر المنثور (١/ ٨٧).
(٥) [البقرة: (١٦٥)].
(٦) (٤/ ٤٠٣).
وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير في " الكني " ص ٥٨ وابن أبي شيبة في كتاب الدعاء (١٠/ ٣٣٧ - ٣٣٨ رقم ٩٥٩٦) والطبراني في الأوسط (٤/ ١٠ رقم ٣٤٧٩).
وأورده الهيثمي في المجمع (١٠/ ٢٢٦ - ٢٢٧): رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي علي وثقه ابن حبان. وهو حديث حسن.