للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أتى بالبعض وترك البعض الآخر؟ فمن تفضلاتكم وعميم إحسانكم الإفادة على كل واحد من الخمسة الأركان، وفيمن أتى بالأكثر منها وترك الأقل، مثل أن يأتي بالصلاة والصوم والحج ويقول الشهادة ويترك الزكاة مثل ثعلبة (١) بن حاطب، أو تساهل بالصلاة وأتى بالأركان الأخرى، وهل يستوي التارك لركن واحد هو والتارك للجميع أصلا؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (٢).

[ويتلو ذلك جواب مولانا العلامة البدر شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني كثر الله فوائده، وبارك للكافة في أوقاته آمين، بما لفظه:] (٣)


(١) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره " جامع البيان " (٦ ج ١٠/ ١٨٩)، والبغوي في تفسيره (٣/ ١٢٤)، والسيوطي في " الدر المنثور " (٣/ ٢٦١)، وابن كثير في تفسيره (٤/ ١٨٤ - ١٨٥).
وفي القصة: " أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري قال: يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه "، وذكر الحديث بطوله في دعاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له وكثرة ماله ومنعه الصدقة، ونزول قوله تعالى: (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله. . . .) [التوبة: ٧٥].
تنبيه:
قال ابن حزم في " المحلى " (١١/ ٢٠٧ - ٢٠٨): " على أنه قد روينا أثرًا لا يصح، وأنها نزلت في ثعلبة بن حاطب، وهذا باطل لأن ثعلبة بدري معروف، ثم ساق الحديث بإسناده من طريق معان بن رفاعة عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة، وقال: " وهذا باطل لا شك لأن الله أمر بقبض زكوات أموال المسلمين، وأمر عليه السلام عند موته ألا يبقى في جزيرة العرب دينان، فلا يخلو ثعلبة من أن يكون مسلمًا ففرض على أبي بكر وعمر قبض زكاته، ولا بد، ولا فسحة في ذلك، وإن كان كافرًا ففرض ألا يبقى في جزيرة العرب، فسقط هذا الأثر بلا شك.
وفي رواته معان بن رفاعة، والقاسم بن عبد الرحمن، وعلي بن يزيد - هو ابن عبد الملك -، وكلهم ضعفاء، وللشيخ " عذاب الحمش " رسالة في نقد هذه القصة جمع فيها أقوال أهل العلم سماها " ثعلبة بن حاطب الصحابي المفترى عليه "، وانظر: " الإصابة " (١/ ٥١٦ - ٥١٧ رقم ٩٣١)، " الثقات " (٣/ ٤٦).
(٢) هذا نص السؤال في (أ).
(٣) زيادة من (أ).