للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

معنى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: بني الإسلام على خمسة أركان أن هذه الخمسة هو التي عليها عمدة الإسلام، لا يتم إلا باجتماعها، فهو من باب الاستعارة تشبيها للأمر المعنوي وهو الإسلام بالأمر الحقيقي الموجود في الخارج وهو الشيء المبني، فكما أن الأبنية الموجودة في الخارج لا تتم إلا بما لا بد منه [٢ أ] كذلك الإسلام لا يتم إلا بهذه الأمور الخمسة، وقد أشار إلى هذا المعنى الحقيقي الشاعر بقوله:

والبيت لا ينبني إلا بأعمدة ... ولا عمود إذا لم ترس أوتاد

وقد أشار إلى معنى هذا الحديث ما صح عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في الصحيحين (١) وغيرهما من طرق أنه لما سئل عن الإسلام فقال: " أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم [١] رمضان، وتحج البيت "، فأخبر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أن ماهية الإسلام هي هذه الخمسة، ومما يؤيد أنه لا يتم الإسلام إلا بالقيام بهذه الأركان ما ثبت عنه [صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ] (٢) من الحكم بكفر من ترك أحدهما كما في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة " (٣)، ومثل قوله تعالى: {ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} (٤)، ومثل ما صح عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في الصحيحين (٥)


(١) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٥٠)، ومسلم في صحيحه رقم (٥/ ٩) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وأخرجه مسلم في صحيحه رقم (١/ ٨) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(٢) زيادة من (ب).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه رقم (٨٢)، وأحمد (٣/ ٣٨٩)، وأبو داود رقم (٤٦٧٨)، والترمذي رقم (٢٦٢٠)، وابن ماجه رقم (١٠٧٨) من حديث جابر، وهو حديث صحيح.
(٤) [آل عمران: ٩٧].
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٢٥)، ومسلم في صحيحه رقم (٣٦/ ٢٢) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.