للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغيرهما من طرق أنه قال: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويصوموا رمضان، ويحجوا البيت "، ثم عقب (١)، ذلك بأن من جاء بهذه فقد عصم ماله ودمه، فأفاد ذلك أن دم من لم يقم بهذه غير معصوم، وكذلك ماله، ولا يكون ذلك إلا لعدم خروجه من دائرة الكفر إلى دائرة الإسلام [إلا بها] (٢) [٢ ب]، وكذلك أجمع الصحابة [رضي الله عنهم] (٣) على قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه: (والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة) (٤)، فقاتل هو والصحابة رضي الله عنهم المانعين من الزكاة وحدها، وحكموا عليهم بالردة، وسموا قتالهم قتال أهل الردة وأما ما [ذكر] (٥) السائل عافاه الله من أنه [هل] (٦) يجب تصور معنى لا إله إلا الله؟ فهذا التركيب يفهمه كل عربي لا يخفى على أحد كما يفهم معنى قول القائل: ما في الدار إلا زيد، وما جاءني إلا عمرو، وهذا يكفي في القيام بكلمة الشهادة التي هي مفتاح باب دار الإسلام وأعظم ركن من أركانه، وإذا قالها الكافر وجب الكف عنه حتى يشرح الله صدره للإسلام، فيقوم ببقية الأركان، ولهذا ثبت عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أنه قال لأسامة بن زيد رضي الله عنه لما قتل كافرا بعد أن قال: لا إله إلا الله، واعتذر بأنه قالها تعوذا من القتل، فقال له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " أقتلته بعد أن قال: لا إله إلا الله؟ "، ثم كرر عليه ذلك حتى تمنى أسامة [رضي الله عنه] (٧) ما تمناه، وفي قصة أخرى أنه قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " ما أمرت أن أفتش عن قلوب الناس " (٨) أو


(١) أي: قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث:. . . فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله ".
(٢) زيادة من (أ).
(٣) زيادة من (ب).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (١٣٩٩) و (١٤٠٠)، ومسلم في صحيحه رقم (٣٢/ ٢٠) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٥) في (ب): ذكره.
(٦) زيادة من (أ).
(٧) زيادة من (أ).
(٨) أخرجه مسلم في صحيحه رقم (١٥٨/ ٩٦) من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه.