للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صدورهم فلا يصدنكم" الحديث.

قال النووي في شرح مسلم (١) معناه أن كراهة ذلك يقع في نفوسكم في العادة، ولكن لا تلتفتوا إليه ولا ترجعوا عما كنتم عزمتم عليه قبل هذا. انتهى.

وإنما جعل الطيرة في هذا الحديث من الشرك لأنهم كانوا يعتقدون أن التطير يجلب لهم نفعًا أو يدفع عنهم ضررًا إذا عملوا بموجبه فكأنهم أشركوه مع الله تعالى، ومعنى إذهابه بالتوكل أن ابن آدم إذا تطير وعرض له خاطر من التطير أذهبه الله بالتوكل والتفويض إليه وعدم العمل بما خطر من ذلك، فمن توكل سلم من ذلك ولم يؤاخذه الله بما عرض له من التطير.

وأخرج أبو داود (٢) عن عروة بن عامر القرشي قال: ذكرت الطيرة عند النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فقال [٣]: "أحسنها الفأل ولا ترد مسلمًا، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك".

قال أبو القاسم الدمشقي: ولا صحبة (٣) لعروة القرشي تصح. وذكر البخاري وغيره أنه سمع من ابن عباس فعلى هذا يكون حديثه مرسلاً.

وقال النووي في


(١) (١٤/ ٢٢٣ - ٢٢٤).
(٢) في "السنن" رقم (٣٩١٩). وهو حديث ضعيف.
(٣) انظر "الإصابة" (٤/ ٤٠٤ - ٤٠٥ رقم ٥٥٣٦). "تهذيب التهيب" (٣/ ٩٥).