للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حرج} (١) وقوله تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العشر} (٢) وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بعثت بالحنيفية السمحة» (٣).

والمؤلف- رحمه الله- لا ينكر أن الله تعالى يريد منا اليسر، ولا يريد منا العسر [٤]، ويقر أن الله سبحانه يريد منا الاجتهاد، فإذا كان الاجتهاد ليس في وسع المقلد، ولا مما يطيقه، فهو عسر بلا شك، فاستلزم أن الله سبحانه يريد منا التعسر أو التعذر.

فإن قال: إنما أردت المشقة والمشقة تلازم التكاليف غالبًا.

قلنا: فما بالك خصصت هذه الفريضة بالسقوط عند حصول المشقة‍مع أن المشقة لا تنفك عن غالب الأمور الواجبة، على أن إرادة المشقة لا يساعد عليها كلامك، لأن الأمور التي تصاحبها المشقة داخلة تحت الوسع والطاقة، وأنت قد جزمت بأن الاجتهاد خارج عنهما، فلزمك خروج ما ساواه في المشقة كالجهاد والحج والهجرة وتحوها، أو زاد عليه فيا كالورع الشحيح، وعبادة الله كأنك (٤) تراه ونحوهما.

قال الإمام العلامة محمد بن إبراهيم الوزير (٥) رضوان الله عليه-: فإن قيل: فإذا


(١) [الحج: ١٦٨ - ١٦٩]
(٢) [البقرة: ١٨٥]
(٣) أحرج أحمد في مسنده (٦/ ١١٦، ٢٣٣) بسند قوي من حديث عائشة معروفًا: .. إني أرسلت بحنيفية سمحة
(٤) يشير إلى الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه (١/ ٣٦ - ٣٨) رقم (١/ ٨) عن عمر بن الخطاب
(٥) انظر: «العواصم والقواصم» (١/ ٢٥٠ - ٢٥٣).