للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأرض؟ فشق ذلك على النبي- صلى الله عليه آله وسلم-، ووجد المسلمون في أنفسهم من قولهم، وخشوا أن يكون ذلك فسادًا، واختلفوا في ذلك [١٥] فقال بعضهم: لا تقطعوا، فإنه مما أفاء الله علينا، وقال بعضهم بل نغيظهم بقطعها، فأنزل الله: {ما قطعتم من لينة أو تركتموها} الآية تصديقا لمن نهى قطعه، وتحليلا لمن قطعه، وأخبر أن تركه وقطعه بإذن الله.

ومنها ما ذكره الواحدي (١) قال أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا قتيبة، حدثنا الليث بن سعد عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- حرق نخل النضير، وقطع البويرة فأنزل الله: {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين} قال: رواه البخاري (٢) ومسلم (٣) عن قتيبة، قلت: وقد عزا ه في جامع الأصول (٤) وإلى الترمذي (٥) وأبي داود (٦).

وقال الترمذي: حسن صحيح، وذكره الواحدي (٧) أيضًا من طريق أخرى، فقلل: حدثنا أبو بكر بن الحارث أن عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا أبو يحيى الرازي، حدثنا سهل بن عثمان، حدثنا عبد الله بن المبارك عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قطع نخل بني النضير وحرق، وهي البويرة،


(١) في «أسباب النزول» (ص٤١٨).
(٢) في صحيحه رقم (٤٨٨٤).
(٣) في صحيحه رقم (١٧٤٦).
(٤) (٢/ ٣٨٠ رقم ٨٣٧).
(٥) في السنن رقم (٣٣٠٢)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(٦) في السنن (٢٦١٥) وهو حديث صحيح.
(٧) في أسباب النزول ص (٤١٨). وأخرجه مسلم رقم (٣٠/ ١٧٤٦).