للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[جواب الإمام الشوكاني]

رفعُ الخصام في الحكم بعلم الحكام

بسم الله الرحمن الرحيم

أحمدك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأصلَّي وأسلَّم على رسولك، وآل رسولك وبعدُ:

فإنه وصل هذا السؤال من سيدي العلامة المفضال، جمال الكلمات عليِّ بن إسماعيل ابن علي (١) لا برح في مقام من طلب الحق عليَّ وأقول:

ينبغي -أولاً- أن يعلم أن الله - سبحانه- قد صرح في كتابه الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بالمنع من العمل بالظنِّ واتِّباعه، وذمِّ من يتمسك به -في الدين- بأبلغ ذم.

فمن ذلك قوله تعالى: {إن يتبعون إلا الظن وإنَّ الظن لا يغني من الحق شيئا} (٢).

وقوله تعالى: {إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس} (٣).

وقوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرً من الظن إن بعض الظن ............................


(١) السيد علي بن إسماعيل بن علي القام بن محمد ولس سنة ١٥١هـ بشهارة ونشأ بها وقرأ العلوم الأدبية والفقه. وهو حسن المحاضرة لا يمل جليسه لما يورده من الأخبار والأشعار والمباحثات العلمية والاستفادة فيما لم يكن لديه منها وتحرير الأسئلة الحسنة وقد كتب إلي -أي إلى الشوكاني- من ذلك شيئًا كثيرًا، وأجبت عليه برسائل هي في رسائلي- «الفتح الرباني».
«البدر الطالع» ترجمة رقم (٣١٢)، «التقصار» (ص٣٩٠)، «نيل الوطر» (٢/ ١٢٥).
(٢) [النجم: ٢٨]
(٣) [النجم: ٢٣].