للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التفاصيل.

والفرقة الثالثة اليعقوبية (١)، وهم يوافقون الملكانية فيما تقدم، ويخالفونهم في بعض


(١) اليعقوبية: أتباع المذهب القائل بأن المسيح طبيعة واحدة- من طبيعتين لاهوتية وناسوتية- ومشيئة واحدة. المونوفيزتية.
وأول من قال به أوطاخي (أوتكيس) وهو رئيس دير بالقرب من القسطنطينية، وقد أنكر هذا القول (فلافيان) بطريرك القسطنطينية وعقد مجمعًا محليًّا لإنكار هذه المقالة وحرمان قائلها أوتيكس من الكنيسة، إلا أن الراهب لجأ إلى بطريق الإسكنرية ديسقورس، الذي أقنع الإمبراطور ثودوسيوس الصغير بعقد مجمع أقسس الثاني سنة ٤٤٩ م برئاسة ديسقورس، وصدر قرار المجمع بإعلان مذهب الطبيعة الواحدة ولعن من يخالفه، إلا أن هذا الأمر أغضب البابا (ليو الأول) الذي أطلق على المجمع السابق اسم (مجمع اللصوص) وعقد مجمعًا آخر من خلقيدونية سنة ٤٥١ م، قرر فيه تأييد ازدواج طبيعة المسيح وإبطال قرار المجمع السابق، ولعن ديسقورس ومن شايعه ونفيه إلى فلسطين، ومن هذا المجمع افترق النصارى إلى ملكية ممن تبعوا مذهب مرقيانوس- إمبراطور الروم الذي أمر بانعقاد المجمع- ويعقوبية على مذهب ديسقورس المنفي.
وقد اشتهر تسمية أتباع المذهب باليعقوبيين إلى يعقوب البرادعي الذي ظهر في القرن ٦ م، فكان داعية لهذا المذهب بليغ الأثر، جزئيًّا في الجهر.
وقيل: نسبة إلى ديسقورس الذي كان اسمه قبل بطريكيته (يعقوب) فكان يكتب- وهو في منفاه- إلى أصحابه أن يثبتوا على أمانة المسكين المنفي يعقوب.
وقد أخذت بهذا المذهب ثلاث كنائس من الكنائس التي سمت نفسها (الأرثوذكسية) وهي كلمة يونانية معناه (الرأي الصحيح أو المستقيم) وقد استخدم القساوسة اليونانيون هذا الاصطلاح في القرن الرابع الميلادي- وهذه الكنائس الثلاث هي:
١ - الكنيسة الأرثوذكسية في مصر والحبشة.
٢ - الكنيسة الأرثوذكسية السريانية ويتبعها كثير من مسيحي آسيا.
٣ - الكنيسة الأرثوذكسية والأرمنية موطنها أرمنيا. (من بلاد روسيا).
وأصحاب هذا المذهب يزعمون أن مريم ولدت الله- تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا- وأنه صلب متجسدًا وسمر ومات ودفن ثم صعد إلى السماء، وإليهم أشار القرآن الكريم: قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [المائدة: ١٧، ٧٢].
«الخطط» للمقريزي (٢/ ٤٨٨)، «قصة الإيمان» لنديم الجسر (ص ١٢، ٩٦، ١٠٢، ١٠٣، ٢٣٣).