للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العالية الرياحي رياح. وقال ابن عدي (١): أكثر ما ينقم على أبي العالية هذا الحديث، وقد جزم جماعة من الحفاظ أنه لم يصح في كون الضحك [٣ أ] ينقض الوضوء شيء.

وأقول: ما كان لأصحاب رسول الله الذين هم خير القرون (٢) أن يضحكوا في صلاتهم أ لا سيما على مثل هذه القضية التي تقتضي البكاء لا الضحك، فأي سبب للضحك لسائر الناس في رجل ضرير تردى في حفرة، فكيف للصحابة المؤتمين بالصادق المصدوق- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-!، قال البيهقي (٣): وليس في شيء من الروايات أنه أمرنا بالوضوء.

وأخرج البيهقي (٤) عن أبي الزناد قال: كان من أدركت من فقهائنا الذين ينتهي إليه منهم: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير (٥)، والقاسم بن محمد (٦)، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وخارجة بن زيد، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وسليمان بن يسار في مشيخة جلة سواهم يقولون عن من رعف غسل عنه الدم، ولم يتوضأ. وفي من ضحك في الصلاة إعادة صلاته ولم يعد منه وضوءه. انتهى.

قلت: وهؤلاء السبعة الذي صرح بأسمائهم هم الفقهاء السبعة، الذين كانت تدور عليهم الفتيا في أيام التابعين، وقال الشاعر:


(١) في «الكامل» (٣/ ١٠٢٨).
(٢) تقد م تخريجه مرارًا.
(٣) في «السنن» (١/ ١٤٥).
(٤) في «السنن» (١/ ١٤٥).
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (١/ ٣٨٧) من طريق حماد بن سلمة عن هشام، قال: ضحك أخي في الصلاة فأمره عروة أن يعيد الصلاة ولم يأمره أن يعيد الوضوء.
(٦) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (١/ ٣٨٧) من طريق عبد الرحمن بن القاسم، قال: ضحكت خلف أبي وأنا في الصلاة فأمرني أن أعيد للصلاة.
وأخرجه عبد الرازق في مصنفه (٢/ ٣٧٧ رقم ٣٧٦٨ ورقم ٣٧٦٩).