للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد كان في زمنه- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- من به جراحات (١) يكثر خروج الدم ونحوه منها، ولم يرد عنه النهي عن أن يؤموا بغيرهم. وقد كان في عصره من يتطهر بالتيمم، ولم يثبت عنه أنه نهاهم عن أن يصلوا بغيرهم [٧ب]، بل ثبت أنه قال- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- لعمران بن حصين: «عليك بالصعيد فإنه يكفيك»، وهو في الصحيحين (٢) وغيرهم.

وثبت أنه قال لأبي ذر: «إن الصعيد طهور لمن لم يجد الماء عشر سنين»، وهو في مسند أحمد (٣)، وسنن أبي داود (٤) وغيرهما (٥). بل ثبت أن عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل صلى بأصحابه بالتيمم وكان جنبًا، فذكروا ذلك للنبي- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فقال: «يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟»، فقال: نعم، ذكرت قول الله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا} (٦) فتيممت وصليت، فضحك رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- ولم يقل شيئًا، وهو حديث مشهور (٧) معروف مروي في كتب الحديث، وكتب السير.


(١) أخرج مالك (١/ ٦٢) وعبد الرازق في مصنفه (١/ ٥٧٨ - ٥٨١) وابن سعد في «الطبقات» (٣/ ٣٥٠) والدراقطني (١/ ٢٢٤) والبيهقي (١/ ٣٥٧) وأورده الهيثمي في «المجمع» (١/ ٢٩٥) وقال: رواه الطبراني.
عن عمر رضي الله عنه أنه لما طعن كان يصلي وجرحه يثغب دمًا.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحة رقم (٣٤٤) ومسلم رقم (٦٨٢).
(٣) في «المسند» (٥/ ١٤٧، ١٥٥).
(٤) في «السنن» رقم (٣٣٢، ٣٣٣).
(٥) كالنسائي (١/ ١٧١) وابن أبي شيبه في «المصنف» (١/ ١٥٦ - ١٥٧).
(٦) [النساء: ٢٩].
(٧) أخرجه أحمد (٤/ ٢٠٣) والدارقطني (١/ ١٧٨ رقم ١٢) وابن حبان في صحيحه رقم (١٣١١ - ١٣١٣). والحاكم في «المستدرك» (١/ ١٧٧) وصححه ووافقه الذهبي.
وأخرجه البخاري (١/ ٤٥٤) معلقًا. وقال الحافظ: «هذا المعلق وصله أبو داود والحاكم وإسناده قوي ... ».
والخلاصة أن الحديث صحيح.